دور الشباب والشابات الفلسطينيات في الحفاظ على الثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي تفعيل الأجندة الوطنية للمرأة والسلام والأمن (المشاركة في صنع القرار، وجهود المصالحة والاغاثة والحماية)

دور الشباب والشابات الفلسطينيات في الحفاظ على الثوابت وحقوق الشعب الفلسطيني، وفي تفعيل الأجندة الوطنية للمرأة والسلام والأمن (المشاركة في صنع القرار، وجهود المصالحة والاغاثة والحماية)

اليوم: الثلاثاء 16 تموز 2024

المكان: قاعة مطعم الزوادة

الميسرة: أ. لارا رمضان

الحضور: 13 مُشاركة، 10 مُشاركين.

 

 

 عُقد اجتماع هام جمع بين قيادات وطنية في الأحزاب السياسية ومجموعة من الشباب والشابات الفلسطينيين/ـات بهدف استعراض الوضع الفلسطيني الحالي والتأكيد على المبادئ الأساسية التي تتوافق عليها كافة الفصائل الوطنية. جاء اللقاء في وقت حرج يمر به الفلسطينيون، حيث شدد الحاضرون على ضرورة الوحدة الوطنية والحفاظ على الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها.

مشاركة واسعة وحضور لافت:

عُقد اللقاء في مطعم الزوادة بمدينة رام الله، بحضور مجموعة من الشخصيات البارزة في الأحزاب السياسية الفلسطينية. من بين الحاضرين، آمال خريشة، مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية، والأستاذة رتيبة ممثلة حزب فدا، والدكتورة مريم أبو دقة من الجبهة الشعبية، وفادية برغوثي من حزب حماس، والأستاذة عفاف من حزب الشعب.

 

نقاشات عميقة حول الوضع الفلسطيني:

بدأت آمال خريشة اللقاء بعرض تاريخي لنشأة الأحزاب الفلسطينية في الثمانينيات، وتأثير الإمبريالية العالمية على مسارها. تطرقت خريشة إلى الأزمة الاقتصادية العالمية لعام 2008، وكيفية تأثيرها على الصراع الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني. وأكدت على أهمية المقاومة، مع إشارة خاصة إلى دور الحركات الشبابية والنسوية في تلك الفترة.

وأشارت خريشة إلى التطورات السياسية الأخيرة التي تعكس رغبة في تحقيق الوحدة الوطنية، وإن لم تُطبق بشكل كامل بعد. تناولت أيضًا الاجتماعات الأخيرة التي عقدت في موسكو وبكين، والتي أظهرت مؤشرات إيجابية نحو توحيد الصف الوطني.

 

مواقف مختلفة وتحديات مشتركة:

 من جهتها، قدمت الأستاذة رتيبة من حزب فدى رؤيتها حول مفاوضات الأحزاب، منتقدة ما وصفته بالانزياح في منظمة التحرير وتغليب المصالح الفئوية على حساب القضايا الأساسية. أشارت إلى أن المفاوضات بين فتح وحماس غالبًا ما تتعلق بإدارة الانقسام أكثر من كونها تهدف إلى تحقيق الوحدة الوطنية.

الشباب المشاركون في اللقاء لم يتوانوا عن طرح تساؤلاتهم وانتقاداتهم. إذ تساءل إلياس، أحد الشباب المشاركين، عن أسباب ضعف الأحزاب بعد اتفاقية أوسلو، مشيرًا إلى خطر المنظمات غير الحكومية على استقرار الشباب الفلسطيني. كما أعربت الشابة نور عن استيائها من تدهور وعي الشباب الفلسطيني في ظل مشاهد العنف والإبادة التي يتعرض لها الفلسطينيون، داعية إلى مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال.

 

دعوات للوحدة:

 الدكتورة مريم أبو دقة شددت في مداخلتها على ضرورة توحيد الصفوف لمواجهة الاحتلال. أشارت إلى أن تاريخ الثورة الفلسطينية غني بالتضحيات، مؤكدة أن المعركة ليست معركة فصيل واحد بل هي معركة وطنية مشتركة. في السياق ذاته، دعت فادية برغوثي من حماس إلى توحيد الجهود السياسية وتكثيف التعاون لدعم غزة في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها.

ختمت الأستاذة عفاف من حزب الشعب اللقاء بتأكيدها على ضرورة إعادة بناء الثقة بالأحزاب السياسية ودورها في قيادة الشعب الفلسطيني نحو التغيير، مشددة على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة.

التوصيات:

"يتوجب على الفلسطينيين وقف محاولات استبعاد النساء من المشاركة في عمليات صنع القرار على جميع المستويات. فنحن نؤمن بأنه لا يمكن تحقيق سلام حقيقي دون مشاركة النساء في صنع القرار وليس فقط الاكتفاء بعملهن كخبيرات على الصعيد الفني. إننا بحاجة إلى نساء في مناصب صنع القرار، ويجب ألا نستهين بقدراتهن في هذا المجال."

خرجت المشاركات بمجموعة مهمة من التوصيات أبرزها:

  1. تعزيز الوعي بين الشباب الفلسطيني حول الوضع الراهن وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في الحراك الوطني.
  2. إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية الأربعة: القدس، السيادة، اللاجئين، والحدود.
  3. ضرورة إعادة الاعتبار لدور الأحزاب السياسية والاعتراف بأهميتها في تحقيق الوحدة الوطنية.
  4. التركيز على وقف الحرب والإبادة في غزة، وجعل هذا الهدف هو الأولوية القصوى لكافة المبادرات.
  5. تعزيز الوحدة الوطنية كسبيل وحيد لمواجهة التحديات الحالية.
  6. قراءة التاريخ والاستفادة من تجارب الماضي لتعزيز الحاضر والمستقبل.

 

خاتمة:

جاء اللقاء كفرصة لتبادل الآراء بين جيلين مختلفين، حيث أظهرت النقاشات أن الوحدة الوطنية ليست خيارًا بل ضرورة. أكد المشاركات والمشاركون على أهمية التمسك بالمبادئ الوطنية والتاريخية، وعدم التنازل عن الثوابت الأساسية التي يعتبرها الفلسطينيون خطًا أحمر. في النهاية، تجلت الحاجة الملحة للوحدة والتعاون بين جميع الفصائل والأجيال لتحقيق الحرية والكرامة للشعب الفلسطيني.