تعرّفوا على مدربة سياقة الشاحنات، كوكب الدراويش

لطالما كانت كوكب شغوفة بتعلم سياقة الشاحانات..

كوكب عثمان عبد القادر الدراويش، مواليد 1972 ذات (49) عاما، من بلدة دورا جنوب الخليل، إمرأة فلسطينية وأم لستة أبناء، صاحبة مدرسة الشام لتعليم السياقة. تزوجت كوكب وهي في عمر (15) عاما، وأكملت تعليمها الثانوي وحصلت على شهادة الثانوية العامة بعد الزواج.

تقول كوكب "تزوجت وانا عمري 34 عام، ويعمل زوجي على شاحنة نقل، ولشغفي وحبي لهذا المجال طلبت منه أن اشاركه التجربة وتعلم السياقة لمساعدته في النقليات، فرحب بالفكرة وتوجهت الى مدرسة تعليم سياقة في الخليل وسجلت بها". حصلت كوكب على رخصة قيادة البرايفت بعام 1991، ولم تكتفي بذلك بل كان حلمها قيادة الشاحنة. لذا توجهت الى المدرسة مرة أخرى، وحصلت على رخصة الشحن مجاناً كونها أول امرأة تحصل على رخصة قيادة شحن بمدينة الخليل، ودعماً لها وللنساء اللواتي يردن الإقبال على تعلم قيادة الشاحنات.

من هنا بدأت كوكب في شق طريقها نحو تحقيق ما كانت تحلم به، حيث بدأت في مشاركة زوجها العمل على الشاحنة، تقول كوكب: "لم اكن أتوقع أني سأستمر في هذا العمل، أو مباشرة العمل على الشاحنة بعد مرور سنة فقط من حصولي على الرخصة!! حيث أن الشاحنة كبيرة وقيادتها صعبة وبها خطورة، ومع ذلك سارت الأمور بشكل سلس جدا، وبدأت بمرافقة زوجي لمساعدته بإحضار النقلات كالحصمة، والرمل الناعم، حتى أنني أصبحت أذهب وحدي وأعمل على الشاحنة دون مرافقة زوجي".

عملت كوكب في هذا المجال لفترة معينة، ثم بدأت التفكير بكيفية إنشاء مدرسة لتعليم السياقة، واصلت العمل والتفكير ليلاً ونهاراً حتى أنشأت مدرسة لتعليم السياقة أسمتها "مدرسة الشام لتعليم السياقة". كوكب التي لم تستسلم رغم صعوبة هذه المهنة، أكملت مسيرتها من خلال إدخال أفراد عائلتها في هذه المهنة، ليصبح زوجها وأبنائها إناث وذكور مدربين سياقة في المدرسة.

رسالة كوكب للنساء والفتيات هي رسالة إرادة وعزيمة وثقة بالنفس، تقول كوكب: "إن سياقة الشحن تحتاج إلى تدريب طويل، بالإضافة إلى قوة جسمانية، وإرادة، وتصميم، ومزيد من الثقة بالنفس.. مع ذلك فهي مهنة لا تقتصر على الرجال ولا تنقص من أنوثة المرأة. إن عمل المرأة بالمهن غير التقليدية يتطلب منحها الثقة والفرصة، لكنه قبل كل ذلك يتطلب شجاعة من المرأة ذاتها وتعاون من المجتمع لإتاحة الفرصة لها، لإثبات قدرتها على عمل هو جديد بالنسبة للثقافة السائدة."