جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تُشكل 6 مجالس ظل جديدة في محافظات الضفة الغربية

يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

السيدة يسرى عويضات، عضوة مجلس ظل الشيوخ في محافظة الخليل تحدثت عن الصعوبات التي تواجه المرأة بالمنطقة، قالت: "إن النساء يواجهن جبل من الصعوبات والتحديات متمثلة بالعادات والتقاليد والمجتمع الذكوري، وعدم تكافؤ الفرص بين الرجل والمرأة، إلا أن النساء تحدين هذه الصعوبات وأنجزن الكثير".


رام الله- 26 حزيران 2022

شكلت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية خلال النصف الأول من عام 2022، ست مجالس ظل جديدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وشملت؛ قرية يتما في محافظة نابلس، وبلدتي الشيوخ وصوريف في محافظة الخليل، وقرية رمانة في محافظة جنين، وقريتي عارورة وابو قش في محافظة رام الله.

يأتي ذلك ضمن جهود جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لتمكين النساء الفلسطينيات وتعزيز مشاركتهن على كافة الأصعدة بما في ذلك، تعزيز دورهن في المشاركة السياسية ومراكز صنع القرار، وانسجاماً مع توجهات الجمعية الاستراتيجية القائمة على تشجيع النساء على تنظيم أنفسهن ضمن هياكل وأجسام متنوعة تعكس قضاياهن وتفتح أمامهن الفرص للدفاع عن هذه القضايا، بهدف تواصل النضال لمناهضة التمييز والإقصاء الذي تتعرض له النساء.

ضمت المجالس الجديدة المشكلة 40 امرأة وشابة تم انتخابهن لعضوية هذه المجالس، حيث سبق تشكيل هذه المجالس، عقد 16 اجتماع تحضيري في مختلف المواقع مع عدد كبير من النساء ورؤساء وأعضاء وعضوات المجالس المحلية وجمعيات خيرية ومؤسسات قاعدية، تم فيها تعريف المشاركين والمشاركات بأهداف الجمعية وبرامجها وأنشطتها، والتعريف بأهداف مجالس الظل. كما تحدثت المشاركات خلال هذه اللقاءات عن تجاربهن السابقة فيما يتعلق بأدوارهن مع المجتمع المحلي أو مشاركتهن في الانتخابات المحلية السابقة سواء في الترشح او الانتخاب. كما ناقشت النساء التحديات التي تواجهها سواء بالبعد الوطني بسبب الاحتلال وإجراءاته القمعية التي أثرت على مختلف مناحي الحياة، أو بالبعد الاقتصادي والاجتماعي والقانوني الذي تعيشه النساء الفلسطينيات، والذي يتطلب تكاتف الجهود من أجل تعزيز دور النساء وتشجيعهن على المشاركة في الحياة العامة. وكذلك مناقشة الأولويات الواجب العمل عليها من أجل النهوض بواقع النساء بما يضمن تعزيز دورهن في إحداث التغيير المجتمعي من خلال مجالس الظل التي أطلقتها الجمعية، والتي تهدف إلى التعاون مع المجالس المحلية من أجل المصلحة العامة، من خلال رصد احتياجات الأحياء ودعم المجالس المحلية في تنفيذ مهامها، وممارسة الرقابة على أعمال المجالس المحلية من منظور النوع الاجتماعي بهدف تعزيز الشفافية والمساءلة على عمل هذه المجالس، وتطوير السياسات والقرارات على المستوى المحلي، والمساهمة في تغيير الصورة النمطية اتجاه النساء، والمساهمة في تعزيز العلاقات الاجتماعية والسياسية من خلال تطوير شبكة اجتماعية تعنى بالمصلحة العامة، والمساهمة في خلق قيادات نسوية واعية بحقوقهن وقادرة على المطالبة بها، ودعم عضوات مجالس الحكم المحلي المنتخبات وتشجيع النساء على المشاركة الفاعلة في كافة العمليات الانتخابية سواء كناخبات أو مرشحات.

السيدة ياسمين موسى، عضوة مجلس ظل يتما المُشكل في محافظة نابلس، قالت: "نحن النساء الأقدر على تحديد احتياجاتنا، ومن خلال مجلس الظل سنقوم بالضغط على المجلس القروي لتلبيتها لأننا نؤمن بالشراكة بالعمل، وأن لنا دور فاعل بالمجتمع".

السيدة امنة، عضوة مجلس ظل ابو قش في محافظة رام الله قالت: "نحن كنساء في قرية ابو قش، نفتقر لوصول المؤسسات المجتمعية لبلدنا، وهناك مواضيع وحاجات متعددة نريد العمل عليها بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة السياسية وغيرها، نبارك لبلدتنا تشكيل مجلس الظل الجديد، وسنعمل معا ويدا بيد للارتقاء بواقع النساء نحو الأفضل".

يذكر أن تشكيل مجالس الظل الجديدة يأتي كامتداد للنضال النسوي لتمكين النساء في كافة المواقع، وتعزيز القدرات المعرفية ورفع الوعي بين النساء بحقوقهن وربط النضالات النسوية بالتحول الديموقراطي. وقد جاء هذا العمل مبكراً لدمج النساء في اللجان المعينة لإدارة الهيئات المحلية فترة التسعينات، وفيما بعد للتهيئة لانتخابات ديمقراطية وبناء قدرات النساء من أجل المشاركة فيها. حيث تمكنت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية على مدار السنوات السابقة من تشكيل 89 مجلس ظل تضم في عضويتها 508 امرأة وشابة موزعة على 89 موقع في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 4 مجالس ظل في قطاع غزة.

وقامت هذه المجالس بمراقبة عمل الهيئات المحلية والخروقات التي تمس حقوق العضوات المنتخبات والتدخل لتغيير أو تعديل القرارات والسياسات غير الملتزمة بمنظور النوع الاجتماعي، ودعم عدد أكبر من النساء للترشح والتواصل بين العضوات وبين النساء، لاسيما العمل على تغطية بعض الفجوات التنموية التي لم تستطع الهيئات المحلية القيام بها. كما استطاعت مجالس الظل أن تلعب دورا رئيسيا في تشجيع النساء على الترشح والانتخاب للمجالس المحلية في الأعوام السابقة، بما فيها انتخابات الهيئات المحلية التي جرت في العام 2021/2022، حيث ترشحت 97 امرأة من عضوات مجالس الظل وناشطات عملن مع الجمعية دعمتهن عضوات مجالس الظل، فازت منهن 61 امرأة.

السيدة سناء صبيحات، عضوة مجلس بلدي رمانة في محافظة جنين قالت: "أُرحب بالفكرة لأن النساء بحاجة فعلاً لفكرة مجلس الظل للتعرف اكثر عن المواضيع المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة".

ونتيجة لتراكم التجارب الناجحة في العديد من مواقع مجالس الظل، استطاعت النساء التأثير على رؤساء المجالس المحلية، حيث تم توفير مقرات المجالس المحلية لعقد الاجتماعات في العديد من المواقع التي تشكّلت فيها مجالس الظل، كما تم الضغط على الهيئات المحلية من قبل النساء والعضوات من أجل دمج النساء في المشاريع التشغيلية الطارئة والعادية بعدما كانت مقتصرة على الرجال، كما فتحت الآفاق للتعرف على المصادر المحلية والخارجية للاستفادة من هذه المصادر.

ومن الجدير ذكره، أن جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية كانت قد تقدمت لمسابقة جائزة منارة عام 2016 التي نظمتها مؤسسة التعاون الألماني وفازت فيها، حيث قُدمت مجالس الظل كنموذج ناجح وتجربة رائدة ضمن موضوع المشاركة السياسية للمرأة.

تأتي هذه الجهود ضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه الجمعية بدعم من حزب الوسط السويدي CIS.