جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تعقد لقائي تبادل خبرات بحضور 48 عضوة من عضوات مجالس الظل والمنتدى الشبابي في محافظة نابلس

There is an attachment
attach_fileAttachment

جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تعقد لقائي تبادل خبرات بحضور 48 عضوة من عضوات مجالس الظل والمنتدى الشبابي في محافظة نابلس

نقاش مفتوح حول تأثير التداعيات البيئية والتغيرات المناخية من منظور النوع الاجتماعي

 

نابلس، 9 حزيران 2022

عقدت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في محافظة نابلس، يوم الثلاثاء السابع من حزيران 2022، لقائي لتبادل خبرات بين عضوات مجالس الظل في محافظة نابلس وعضوات منتخبات في المجالس المحلية، وعضوات من المجلس الشبابي للتعرف على الصعوبات التي واجهت العضوات السابقات، والإنجازات التي استطعن تحقيقها خلال عملهن مع مجالس الظل. وقد جرى خلال اللقاءين نقاشاً مفتوحاً حول موضوع التداعيات البيئية واثار التغيرات المناخية من منظور النوع الاجتماعي.

حضر اللقاءين 48 مشاركة من المجلس الشبابي، ومجالس ظل لقرى مختلفة وهي، بيتا وجماعين وزيتا وقبلان وكفر قليل وحواره.

قدمت المنسقة الميدانية صبحية دراغمة نبذة عن مجالس الظل ودورها المجتمعي والسياسي الهام الذي لعبتها خلال الفترة السابقة، أثناء جائحة كورونا وما بعدها، وكذلك خلال فترة الانتخابات وما تلاها وأشارت دراغمة الى دور مجالس الظل في دعم ومساندة المجالس وتفعيل المراقبة على سياسات هذه المجالس من منظور النوع الاجتماعي. وكذلك دور مجالس الظل في المساهمة في اعداد قيادات نسوية وكسر النظرة النمطية حول أدوار النساء في المجتمع الفلسطيني.

وأشادت مديرة برنامج التمكين السياسي في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، أ. سمر هواش بدور مجالس الظل الفعال في المجتمع، حيث أصبح يُنظر لهذه المجالس كأجسام فاعلة ومؤثرة بشكل إيجابي في المجتمع المحلي، مما يؤكد على أهمية دور وعمل النساء اللواتي يعملن مع بعضهن البعض في إطار وهياكل منظمة وقدرتهن على التغيير المجتمعي والسياسي والاقتصادي.

وأوضح مدير البرامج في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، والخبير البيئي، د. عقل أبو قرع، أن موضوع التغيرات البيئية والتأثيرات المناخية في جميع بلاد العالم عامةً وفي فلسطين على وجه الخصوص بات ملموسا.

وأشار أبو قرع، أن سبب هذه التغيرات بشكل رئيسي هو نتيجة تدخل العامل البشري الذي أفرز عدد من التأثيرات المناخية والتلوث البيئي، وهذا ما رأيته في طريقي لمدنية نابلس حيث محصول القمح الجاف أو غير الناضج كما بين أبو قرع. بالإضافة الى أن التلوث البيئي ناجم عن استخدام الطاقة التقليدية غير المتجددة، مثل النفط والفحم والغاز، مما يؤدي الى تراكم الانبعاثات الغازية من هذه المصادر في طبقات الجو العليا، وتشكل ما يُعرف بظاهرة البيت الزجاجي، والتي تمنع  اختراق اشعة الشمس المرتدة من الأرض نحو طبقات الجو العليا التي اعتادت أن تصلها، وبالتالي تظل قريبة من سطح الأرض مما يؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة والتغيرات الأخرى التي نراها حالياً في جميع دول العالم. يقول د. عقل: "اليوم، انعدمت حقول الموز في الأغوار بين منطقتي العوجا والجفتلك التي كانت مزدهرة في أواخر القرن الماضي، بسبب التغيرات البيئية والتأثيرات المناخية وبالتالي زيادة ملوحة المياه".

كما أضاف أبو قرع، الى أن هذه التغيرات كانت سبباً في العديد من المناطق الى رحيل المزارعين والمزارعات عن مناطق سكناهم بحثاً عن مناطق أخرى أكثر خصوبة للزراعة، وأقل تأثيراً بالتغيرات المناخية، خاصة النساء اللواتي كان يعتمدن بشكل رئيسي على الزراعة كمصدر دخل لعائلاتهن. لذا، يقول د. عقل: "أكثر من يتأثر بالتغيرات البيئية والتأثيرات المناخية، هن النساء."

وأضاف أبو قرع: "قلة المياه في فلسطين ناجم عن العديد من العوامل، أهمها أن ما يقارب 90% من مصادر المياه في فلسطين هي مياه جوفية، والتي تتغذى بشكل رئيسي من الأمطار، وبالتالي نتيجة هذه التغيرات المناخية تقل الأمطار، فتنخفض كميات المياه الجوفية، واما العامل الثاني هو استنزاف المياه الجوفية بشكل أكثر من المعتاد عليه، والعامل الثالث وهو الأهم، السياسة العنصرية من قبل الاحتلال الإسرائيلي في مصادرة واستخدام المياه من قبل المستوطنات ومنع وصول الفلسطينيين والفلسطينيات لمصادر المياه المتاحة."

كما أشار د. أبو قرع الى تأثر التربة والأمن الغذائي وإنتاج وجودة المحاصيل والنفايات الصلبة والسائلة ومصادر الطاقة بسبب هذه التغيرات المناخية، حيث ان ارتفاع درجة الحرارة يؤدي الى قتل البكتيريا الموجودة في التربة، وبالتالي تتأثر التربة بالحرارة وباستخدام المبيدات الحشرية أيضاً. كما أن قلة الإنتاج بسبب قلة المياه أثر على الأمن الغذائي وجودة المحاصيل والمنتوجات، ناهيك عن الأمراض الناجمة عن تراكم المبيدات في جسم الانسان والنفايات التي لا يتم التخلص منها بطريقة صحية، مما يؤثر على النساء بشكل رئيسي، حيث أن النساء أكثر تأثرا خلال فترات الحمل والرضاعة وتربية الاطفال.

ونوه أبو قرع الى الابعاد الاجتماعية للتأثيرات المناخية على المرأة الفلسطينية التي تفقد مصدر الدخل وبالأخص في الزراعة، وبالتالي تصاعد الفقر والترحل القسري لحثا عن مصادر للرزق وهذ يؤدي الى زيادة العنف من منظور النوع الاجتماعي.

مريم جبر، عضوة مجلس ظل زيتا، قالت: "تفتقد القرية لمصادر المياه، حيث تعتمد القرية بشكل رئيسي على امدادات المياه من الجانب الإسرائيلي، نحن كنساء نطالب بتنفيذ حملات توعية لنساء وأهالي القرية من اجل إعادة بناء الابار الارتوازية، حتى نستطيع الانفكاك والاستغناء عن الاحتلال الإسرائيلي العنصري."

خيرية عودة، عضوة مجلس بلدي حوارة ونائبة رئيس البلدية وعضوة مجلس ظل سابقة، تحدثت عن تجربتها فيي مجالس الظل، تقول خيرية: " كنت عضوة في مجلس ظل حوارة منذ عام 2005، تلقينا تدريبات تنمية قدرات من قبل جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، نجحنا حينها وحتى الان في نقل هموم ومشاكل جميع النساء لأعضاء المجلس البلدي. وفي فترة جائحة كورونا، عملنا على توعية النساء والطلاب والطالبات في المدارس، وشكلنا وقت الجائحة مجلس ظل منتخب جديد، ساهم بشكل كبير في مد جسور التواصل بين نساء البلدة والمجلس البلدي."

رويدا شبل الأقرع، عضوة مجلس ظل بلدة قبلان، تحدثت عن تجربتها وقالت: "كنساء في بلدة قبلان، كنا نشعر بالإحراج من المجتمع نتيجة خروجنا للعمل، وجودي في مجلس الظل أعطاني قوة واصرار على التغيير. بدأت مشروع جمع عُلب الكوكاكولا، حيث كنت أخرج صباحاً أنا وأولادي أجمع العلب، ثم أقوم ببيعهم، وأصبحت الان أعيل أسرة كاملة من وراء هذا المشروع، وأملك سيارة جيب حديثة، ولا زلت أقوم بنفس الأعمال التي كنت أقوم بها بالسابق بكل تواضع، لتوفير مزيد من المال. كنت أتعرض لكثير من الانتقادات والتحديات من عائلة زوجي وأهل قريتي، ولكن بكل عزيمة وإصرار، نجحت في كسر هذه القيود والحواجز النمطية والتميزية، وأصبح جميع أهالي ورجال البلدة يثقون بي إذا خرجن زوجاتهم وبناتهم بصحبتي. أنا أنصح جميع نساء قريتي ونساء القرى الأخرى، بأن يتجرأن ويتخذن الخطوة الأولى للأمام، وسوف تصلن إذا كانت هناك عزيمة وإصرار وتحدي من قبلكن."

إم عامر، عضوة مجلس ظل بيتا، قالت: "حضرت العديد من الورش التدريبية مع جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، منذ بداية عمل مجالس الظل في جميع المناطق. مجالس الظل أعطتنا قوة وتأثير في متابعة هموم وحل جميع مشاكل نساء وأهالي القرية. أصبحت قادرة على مخاطبة الجمهور، والتواصل مع رئيس البلدية، ومع أصحاب القرار لحل العديد من الإشكاليات. رسالتي لجميع النساء، أي امرأة قادرة على المشاركة في العمل التطوعي والإنساني، ألا تتأخر وتبادر في عمل الخير. على الصعيد الشخصي، حضرت ورشة عن حقوق العمال كانت قد نظمتها جمعية المرأة العاملة لعضوات مجالس الظل، وكانت الورشة تناقش حقوق العاملين والعاملات والحد الأدنى للأجور. بعد الورشة، وبعد مطالبتي بحقوق ابني من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان يتقاضى 500 شيكل فقط، حصل ابني على جميع حقوقه، وأصبح الان المحاسب الرئيسي لبلدية بيتا."

في نهاية الورشة، بادرت عضوات مجالس الظل بدعوة د. عقل أبو قرع لفتح حوار حول التغيرات المناخية والبيئية في بلداتهن، لما للموضوع من أهمية كبيرة في القرى. كما أوصين العضوات بعقد لقاءات أكثر تعمقاً في هذا الموضوع، وكذلك تطوير ورقة أو نشرة توعوية لكيفية التعامل مع تداعيات التغيرات المناخية والبيئية.

يذكر أن جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بدأت تأسيس مجالس الظل في عام 1998، ليصل عددها حتى نهاية عام 2021 الى 89 مجلس ظل في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 4 مجالس ظل في قطاع غزة. حيث عملت هذه المجالس خلال الأعوام السابقة على تشجيع النساء على المساهمة في تنمية مجتمعاتهن المحلية من خلال دعم ومساندة عضوات المجالس المحلية، وتفعيل المراقبة على سياسات هذه المجالس من منظور النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى المساهمة في إعداد قيادات نسويه في مجال الحكم المحلي، وكسر النظرة النمطية حول ادوار النساء الفلسطينيات.

يذكر أن هذه اللقاءات تأتي ضمن سلسلة لقاءات توعوية تعقدها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع العديد من المؤسسات القاعدية والمؤسسات النسوية والشبابية والجامعات الفلسطينية، ضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه الجمعية بتمويل من حزب الوسط السويدي CIS.