في ذكرى النكبة الـ 74: نساء فلسطين يؤكدن على حق العودة ويطالبن بالعدالة والحرية

يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة، تتوجه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالتحية والتقدير لكل أبناء وبنات شعبنا في مخيمات اللجوء، في داخل الوطن وفي الشتات، وتؤكد على أنه بفضل صمودهم/ن وتمسكهم/ن بهويتهم/ن الوطنية تم إفشال كل المخططات والمؤامرات التي استهدفت، ولا تزال، الوجود الفلسطيني.

 

يحيي شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده الذكرى الرابعة والسبعيين للنكبة مؤكدا على حقه في العودة الى دياره التي هجر منها قسراً، حيث استخدمت العصابات الصهيونية أدوات القتل والعدوان والاستيلاء على الأرض والتطهير العرقي لتحول ثلثي الشعب الفلسطيني إلى لاجئين ولاجئات، حيث دمرت 531 قرية وبلدة فلسطينية[1]، وارتكبت ما يزيد عن السبعين مجزرة [2]استشهد فيها آلاف الرجال والنساء والأطفال، ليستولي الاستعمار الصهيوني على ما وصل إلى  78% من فلسطين التاريخية 1948، واستمر في حرمان الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره التي هجر منها ولم يحترم قرار الأمم المتحدة [3]194، بل أمعن، ولا يزال، في التهجير الداخلي للشعب الفلسطيني الذي بقي في فلسطين التاريخية، ورفض عودتهم الى أماكن سكنهم الأصلية، ووسع الاستعمار الصهيوني من عمليات الاستيلاء على الأراضي والتنكيل وعمق من سياسات التمييز العنصري ضد الفلسطينيين والفلسطينيات في كافة المجالات عبر القوانين التميزية وسرقة الممتلكات والتهويد .

 

وأمام فشل المجتمع الدولي في تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالصراع الفلسطيني الصهيوني منذ 74 عاما، استمرت دولة الاحتلال الصهيوني، ولا زالت، في انتهاج سياساتها العدوانية التوسعية لتحتل ما تبقى من فلسطين عام 1967، ولتدمر مزيدا من القرى والبيوت وتهجير مئات الآلاف عبر اجبار الفلسطينيين والفلسطينيات على النزوح القسري الجماعي، بقوة السلاح، داخل وخارج الوطن المحتل ، خلال عدوان العام  1967، ولتواصل قضم الأراضي والاستيلاء عليها، ولتستمر جرائم الحرب من اعدامات واعتقالات وتعذيب، والتي كان آخرها جريمة اغتيال الصحافية الفلسطينية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ضمن مسلسل الجرائم الرامية إلى اسكات الصوت الفلسطيني الذي يفضح جرائم الاحتلال، مما يشكل انتهاكاً فاضحاً لكافة المواثيق والأعراف الدولية، وخاصة تلك التي تنظم عمل الصحافيين والصحافيات أثناء النزاعات وتحت الاستعمار، أمام أعين العالم وصمت كافة المتواطئين والداعمين المباشرين وغير المباشرين للاحتلال.

 

في هذا السياق تزداد معاناة المرأة الفلسطينية، فقد تم استهدافها من قبل الاحتلال بشكل مباشر من خلال إجراءات القتل والنفي والاعتقال، والإفقار، وعبر استهدافه للعائلة أيضا، ليزيد من الأعباء النفسية والاقتصادية والاجتماعية على كاهلها ليحرمها من الحق في العيش بأمن وسلام يستندان إلى حرية شعبها واستقلاله.

 

لقد أمعنت دولة الاحتلال العنصري في جرائمها وفي إفشال ما سمي بعملية السلام وتقويض حل الدولتين، مما يفتح الصراع على مزيد من موجات المجابهة، لأن شعبنا لن يتخلى عن حقه في تقرير مصيره وسيواصل النضال، نساءً ورجالاً من أجل العيش بحرية وبأمن إنساني. وعليه إننا في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، نتوجه للأمم المتحدة وهيئاتها ولمحكمة الجنايات الدولية من أجل مساءلة الاحتلال ومحاسبة قياداته على جرائم الحرب التي اقترفتها، ولا زالت تقترفها بحق شعبنا عبر مراحل نضاله الطويل. ونحذر بأن منهج الإفلات من العقاب، سيصعد الصراع ويبقيه مفتوحا على مصراعيه ليلتهم مزيداً من الأرواح وليؤدي إلى مزيد من الغضب والألم وتكون النساء من يدفعن ثمن المعاناة الأكبر وفق تجربتنا الخاصة ووفق تجارب الشعوب قاطبة، التي عاشت الحروب والاستعمار بأشكاله المتعددة.

 

 تدعو الجمعية جماهير الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده لإحياء هذه الذكرى لإبقاء الذاكرة الفلسطينية حية وللتأكيد على التمسك بالحق السليب لشعبنا في أرضه. كما وتؤكد الجمعية على أن حق العودة هو حق فردي وجماعي غير قابل للتصرف، وهو حق مقدس لشعبنا، مطالبةً في الوقت ذاته المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته التاريخية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، وملاحقة إسرائيل قانونيا وسياسيا في المحاكم الدولية ومحاسبتها على جرائمها ضد الإنسانية، منذ العام 1948 وحتى اللحظة.

وترى الجمعية أن أي حل أو تسوية سياسية لا تحفظ حق شعبنا المشروع بالعودة إلى دياره، وتعويضه عن ممتلكاته التي فقدها، وعن عذاباته، وسنين معاناته الطويلة، لن يكتب لها النجاح، فشعبنا يرفض التوطين، وسياسات طمس هويته الوطنية، ومحاولات تيئيسه عبر التضييق عليه، وقمعه وحرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية في العيش بكرامة.

وتعبر الجمعية عن تقديرها العميق لكافة حركات ولجان التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني في كافة أرجاء المعمورة والتي تسهم بشكل كبير في جهود الضغط والمناصرة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق أبناء وبنات الشعب الفلسطيني.

المجد والخلود لشهيدات وشهداء فلسطين

جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية

فلسطين المحتلة

15/5/2022

 

[1] https://www.palinfo.com/news/2017/5/20/%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%b1%d9%89-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%85%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b0%d8%a7%d9%83%d8%b1%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%8a%d8%a9-%d8%a8%d8%a7%d9%86%d8%aa%d8%b8%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%88%d8%af%d8%a9

[2] https://www.aa.com.tr/ar/%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84/%D8%A3%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%B1- 

[3] https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%B1