جمعية المرأة العاملة تنفذ لقاءاً توعوياً لنساء تجمعات التعامرة وتل الزعتر

يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

تحديات مضاعفة تعشها نساء الأغوار بسبب العنف الاجتماعي والاحتلالي

جمعية المرأة العاملة تنفذ لقاءاً توعوياً لنساء تجمعات التعامرة وتل الزعتر

 

أريحا، الخميس- 24، شباط،2022.

 

 

على بعد 12 كم، وتحديداً في الشمال الشرقي لمحافظة أريحا، كانت وجهتنا، وتحديداً لتجمعي التعامرة وتل الزعتر، كانت تنتظرنا أم أسامة، هي و17 امرأة من نساء التجمعين، اللواتي حضرن حتى يتحدثن ببساطتهن وعفويتهن اللامحدودة عن أبرز معيقاتهن.

كان لقاؤنا هذا، الثالث من نوعه من ضمن سلسلة لقاءات توعوية، تنفذها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية ضمن مشروع "منع واستجابة للعنف المبني على النوع الاجتماعي في الضفة الغربية"، والذي يهدف تحديداً إلى توعية النساء بالعنف المبني على النوع الاجتماعي، وأشكاله، وآليات مساعدتهن في التوجه وتلقي خدمات من المؤسسات التي تقدم المساعدة لنساء معنفات.

بدأت الأخصائية الاجتماعية أ. إلهام حمدان في بداية اللقاء، بتنفيذ تمارين تهدف لكسر الجمود، والتفاعل مع النساء، اللواتي كن يخشين من الحديث عما يجول في خاطرهن، ونثرت صوراً مختلفة على الطاولة؛ منها ما يتعلق (بحقائب سفر، شجر وورد، مرآة وغيرها)، وطلبت من كل واحدة منهن التعريف عن ذاتها من خلال هذه الصور.

 

 

بدأت النساء تتفاعل شيئاً فشيئا، وتكشف عن ظلم يعانين منه امتد على مدار سنوات، ولكنهن كن في كل مرة يحاولن رؤية الجانب المشرق من حياتهن، فأم أسامة اختارت صورة؛ اختزل فيها ضوء لحفرة مظلمة، وقالت:" هذه الصور تعبر عني وعن شخصي، فأنا على الرغم من أنني عشت تجربة صعبة إلا أنني دائما ما أحاول الخروج بشيء ينقذني مثل النور".

 

 

فيما اختارت أم هيثم صورة مرآة، وعبرت من خلالها وقالت:" من خلال هذه المرآة أرى، المرآة لا تمثل فقط كيف أرى نفسي، ولكن من خلالها أرى وأتعلم أشياء جديدة كما اليوم". 

وما إن بدأ النشاط الثاني للتدريب الذي يهدف للحديث عن دائرة العنف وأشكاله، حتى تحدثت وسام وهي شابة لم تتجاوز 24 عاماً، تزوجت حينما بلغت 20 عاماً، ومن أول يوم مر على زواجها، روت لنا تعرضها لعنف جسدي ولفظي ونفسي، وحاولت أن تستنجد بعائلتها، ولكنهم كانوا في كل مرة يقولون لها: " بدك تتحملي".

وسام أنقذت نفسها، وتحدثت عن أنها استطاعت الحصول على الطلاق والمساعدة بعد مرور 9 أشهر من عذاب طويل، وهي اليوم تزوجت من شخص يقدرها على حد تعبيرها، وتحاول أن تتناسى تفاصيلاً أوجعتها.

  

وسام وغيرها كثيرات من نساء تجمع التعامرة، الذي يقطنه أكثر من 10 عائلات، قد يعشن ظروف متماثلة من دون توفر أساليب للحماية، وما يضاعف الأمر تعقيداً هو الاحتلال، ففي تجمع تل الزعتر، غالبية نساء التجمع هن مزارعات، يعملن كربات بيوت بعد عودتهن من الحقول، ويواجهن تحديات مثل التهميش والاستغلال، فعلى الرغم من أن النساء يشكلن نسبة 62% من الأيدي العاملة في الزراعة ويساهمن بمقدار 70% من دخل الأسرة إلا أن العادات والتقاليد ما زالت تنحاز للرجال، فالرجل هو المرجعية أثناء العمل والتعامل مع التجار.

تكمن أهمية الأغوار الفلسطينية التي تشكل 26% من مساحة الضفة الغربية بأنها سلة الغذاء لسكانها، كما أنها تحتوي على ثلث احتياطي المياه الجوفية في الضفة الغربية. وبالرغم أن مقوماتها الطبيعية تحفز على الاستثمار، إلا أن سكانها يعانون من صعوبة الوصول إلى المصادر الطبيعية بسبب معوقات الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على نحو 50 % من مساحة الأغوار، ويخصص 44 % من تلك المساحة لأغراض عسكرية.

 

تروي لنا حليمة (60) عاماً وهي مزارعة، أمضت جميع مراحل حياتها العمرية في الزراعة، تزوجت وهي لم تتجاوز 17 عاماً، ومنذ ذلك الوقت وهي المعيل الأساسي لعائلتها، تزرع حليمة الخيار، الفاصولياء، الفول، والفليفلة، وتواجه عدة تحديات بسبب انقطاع المياه المستمر من الاحتلال، وتقول: " قد يستغرق قطع المياه لمدة 3 أيام في الأسبوع".

 

من اليمين، أم هيثم، حليمة، وصايف، تغريد الناجي عضوة بلدية العوجا، تجمع تل الزعتر، جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية 2022

 

عمل الاحتلال الإسرائيلي على إنشاء 6 آبار مائية تتغذى على المياه الجوفية لنبع العوجا؛ التي تعتبر مصدراً رئيسياً تعتمد عليه عائلات العوجا في الزراعة، بحسب ما تؤكده عضوة مجلس بلدي العوجا تغريد الناجي.

وتضيف الناجي: "النساء المزارعات بواجهن مشكلة أساسية في تسويق المنتجات الزراعية بسبب حواجز الاحتلال اللي بتعيق وصولهن وبتأخرهن للوصول للحسبة المركزية سواء في بيتا، نابلس، وأريحا وما بترتب عليه من خسارة مادية للنساء".

يوجد في الأغوار الشمالية حاجزان عسكريان وهما حاجز الحمرا الذي يوصل الأغوار الشمالية بمحافظتي أريحا ونابلس، وحاجز تياسير الذي يقع على بعد 10 كم من مدينة طوباس.

وعلى صعيد آخر تواجه النساء اللواتي يعملن في الثروة الحيوانية، من اعتداءات خطيرة من المستوطنين، ومنعهن من الرعي والتضييق على أعمالهن.  

وعلى الرغم من جميع هذه المعيقات التي تواجه النساء في الأغوار إلا أنهن يتفقن على هدف واحد أوجزته حليمة بقولها: " أنا مش لازم أسكت، أنا لازم أوجه كل شي في كل مرة".

يذكر أن هذه اللقاءات تأتي بدعم من قبل صندوق الأمم المتحدة للسكان والذي يهدف لتوفير خدمات ودعم وصحة نفسية وعقلية، وقانونية للنساء والنساء ذوات الإعاقة وتوجيه للشركاء مرتكبي العنف ضد النساء والفتيات، بالإضافة إلى دعم مؤسسات المجتمع المدني في الاستجابة لحاجات النساء في المناطق الشمالية في الضفة الغربية، والتعرف على نظام التحويل وآليات عمل صندوق النفقة.