جمعية المرأة تختتم المؤتمر السنوي لمجالس الظل لعام 2021: مجالس الظل مكنت 76 امرأة من الوصول إلى قوائم الانتخابات

There is an attachment
attach_fileAttachment

رام الله-الثلاثاء 07-12-2021

تزامناً مع اقتراب إجراء المرحلة الاولى لانتخابات الهيئات المحلية، وبمشاركة أكثر من 102 شابة وسيدة من مختلف محافظات الضفة الغربية بالإضافة إلى عدد من القيادات السياسية والمجتمعية، عقدت جمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية يوم أمس الاثنين في رام الله، المؤتمر السنوي لمجالس الظل لعام 2021، الذي حمل عنوان "نحو تعزيز دور النساء والشباب في المشاركة السياسية".

افتُتح المؤتمر الذي تم عقده في مسرح الغرفة التجارية برام الله بالنشيد الوطني والوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهيدات والشهداء، تبعه عدد من الكلمات الافتتاحية، بدايةً بكلمة أ. أمال خريشة المديرة العامة لجمعية المرأة الفلسطينية العاملة للتنمية وقالت فيها "هذا المؤتمر يشكل مساحة حرة للنساء، من أجل تحقيق المساواة ليس فقط في الحياة السياسية ولكن في العلاقات الداخلية والبيئة المحيطة التي تبدأ بالأسرة، المدرسة، العمل، وفي كل الوحدات الاجتماعية بكافة مضامينها".

وأكدت خريشة على أن مجالس الظل التي كانت ومازالت تسعى لتهيئة النساء والنهوض بواقعهن في الحكم المحلي، وتضم في عضويتها أكثر من 500 شابة وسيدة تتوزع على 93 مجلس في محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، استطاعت مؤخراً تمكين وتسهيل وصول 76 امرأة ناشطه إلى قوائم المرحلة الاولى من انتخابات الهيئات المحلية، منهن 49 امرأة مرشحة من مجالس الظل، مؤكدة على استمرار وجود عدة عقبات تواجه النساء في مسار العملية الانتخابية.

فيما أكدت أ. شذى القواسمي ممثلة عن لجنة الانتخابات المركزية، أن الأخيرة اعتمدت هيئات رقابية على انتخابات الهيئات المحلية تشكل النساء منها نسبة 62.7% مقارنة مع الرجال بنسبة 37.3%.

وعلى الرغم من انخفاض نسبة ترشح النساء في القوائم الانتخابية التي بلغت 25.6%، أشارت القواسمي إلى أن النساء ترشحن في أماكن متقدمة بالمراكز الأولى في 9 قوائم انتخابية كرئيسات لهذه القوائم، بينما 44 قائمة تأتي النساء فيها بالمرتبة الثانية و161 بالمرتبة الثالثة، فيما تتموضع غالبية المرشحات بما يزيد عن 400 مرشحة بالترتيب ما بعد الثالث.

وكانت لمشاركة الشابات في المؤتمر حضور نوعي، إذ عرضت كل من الشابات سوار عودة وسارة الجيوسي من طولكرم، سميحة الهريني من مسافر يطا في الخليل، وسندس عوض من رام الله، وليالي شعبان من جنين، تجاربهن كمدافعات عن حقوق الإنسان وعن دورهن كشابات في إيصال أصوات النساء.

وتخلل المؤتمر أربع جلسات، ناقشت المشاركة السياسية للمرأة والشباب ومدى فعالية الدور القيادي للنساء المنتخبات في المجالس المحلية، والكوتا النسوية.

وقد طرح أ. ناصيف معلم في ورقته المقدمة بعنوان "المرأة والشباب في المشاركة السياسية ... واقع وآفاق"، السياسات الفلسطينية المتعلقة بالشباب والمرأة على المستويين الحكومي والحزبي، والإجراءات التي تم اتخاذها بهذا الشأن، مقارنةً بواقع وطموح الشباب الفلسطيني والفرص المتاحة لهم، وكذلك الأسباب الحقيقة وراء تهميش دور الشباب في المشاركة السياسية وصناعة القرارات والتي ترجع  الى ديناميكيات مجتمعية واقتصادية وغياب الوعي بالديمقراطية في المجتمع الفلسطيني وداخل الأحزاب السياسية، وكذلك استغلال الدين وضعف حقيقي للمجتمع المدني.

بدوره قارن أ. طالب عوض في ورقته التي قدمها بعنوان "المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية، بالمقارنة بمشاركة المرأة اقليمياً"، قارن بين تمثيل النساء في البرلمانات والمجالس والهيئات المحلية الفلسطينية، بتلك في كل من المغرب وتونس والجزائر والعراق والأردن. حيث أكد على مطالبة جميع الاتفاقية الدولية بالحقوق السياسية للمرأة، كما أن جميع المؤتمرات التي عقدتها الأمم المتحدة أكدت على ضرورة مشاركة المرأة بالتنمية، كما طالب الاتحاد البرلماني الدولي باتباع نظام الحصص المخصصة للمرأة (الكوتا) باعتباره عنصرا اساسيا في تحقيق التقدم النسائي.

وفي ورقة تحليلية بعنوان "فعالية عضوات منتخبات في المجالس المحلية"، أشارت الناشطة الحقوقية والنسوية ريما نزال، الى بطء وتلكؤ أصحاب القرار والواجب في الاستجابة لمطالب الحركة النسوية، كذلك أهمية مواصلة النضال النسوي بشكل رئيسي والمجتمعي بشكل عام من اجل استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام وخلق البيئة الديمقراطية المناسبة في كافة مناحي الحياة، وفي مقدمتها تعزيز قيم المساواة والعدالة في المجتمع من اجل تطبيق حقيقي للنصوص المدونة في الدساتير والانظمة الداخلية للهيئات الفلسطينية وفي مقدمتها وثيقة الاستقلال. كما أكدت على تعزيز دور النساء وعملهن في المطالبة بإشاعة الحياة الديمقراطية الفلسطينية وخاصة التشريعية والوطنية العامة بما له من أثر كبير في تشريع وترسيخ القوانين المنصفة للمرأة، زيادة الجهود على كافة المستويات من اجل رفع الكوتا النسوية الى نسبة ال 30% كخطوة باتجاه تحقيق المساواة التامة، تكثيف وتوسيع دائرة ونوعية التدريبات وحملات الاسناد والارشاد للمرشحات والعضوات والنساء عموما حول آليات الوصول والكفاءة في مراكز صنع القرار، الى جانب التوعية المجتمعية حول حقوق المرأة وتعزيز قيم المساواة.

بدورها عرضت أ. لبنى الأشقر، الإعلامية والخبيرة بشؤون النوع الاجتماعي بالحكم المحلي، التحديات التي تواجه النساء أثناء الترشح وكيفية مواجهتها، في ظل عدم اهتمام حزبي بالكوتا النسائية، وعدم وجود عدالة في دعم المرشحين والمرشحات، بل في كثير من الأحيان تقوم العائلات باختيار المرشحة على اعتبارات ليس لها علاقة بالكفاء والمهنية، وانما فقط لشرعنة القائمة الانتخابية.

أما المرشحة عن قائمة "قادرات"، أ. رناد عثامنة عباس، والتي شاركت في الجلسة الثالثة للمؤتمر، فقد أشارت الى دواعي وحيثيات تشكيل القائمة النسوية في بلدة برقين "قادرات"، وكيف كان شكل الدعم المجتمعي والعائلي في البلدة وقتها، والتحديات التي استطاعت ان تتجاوزها بإرادة وعزيمة.

وقد تخلل فقرات المؤتمر السنوي، كلمة لمجالس الظل، ألقتها بالنيابة عن مجالس الظل أ. رائدة صوالحة، عضوة منتدى مجالس الظل تحدثت فيها عن الدور النضالي التراكمي للنساء الفلسطينيات والحركة النسوية، في مجال تعزيز المشاركة السياسية للنساء واشارت الى ان النساء تواجه العديد من التحديات التي تتمثل بالثقافة المجتمعية الدونية اتجاه النساء وقصور القوانين في معالجة قضايا النساء، كما استعرضت دور مجالس الظل خاصة فترة انتشار جائحة كورونا، ودعت الى تكثيف الجهود للنهوض بواقع النساء الفلسطينيات. كما تم الإعلان عن الأعضاء الجدد المنتخبين لمنتدى مجالس الظل وعددهم 21 عضوة، وكذلك تكريم المثقفات الميدانيات في الجمعية اللواتي عملن بكل عطاء وفناء مع مجالس الظل، ثم بعد ذلك تم توزيع الشهادات التدريبية لعضوات مجالس الظل اللواتي تلقين تدريبات مكثفة مع جمعية المرأة العاملة في العديد من الموضوعات، بهدف تمكينهن ليصبحن خير ممثلات عن بلداتهم وقراهم.

يأتي هذا المؤتمر بالتعاون مع مجالس الظل في جميع مدن الضفة الغربية، وضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية ورفع قدرتها على التأثير" الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع حزب الوسط السويدي CIS.