جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية في نابلس تعقد لقاء مع لجنة الانتخابات المركزية وممثلي عدد من الأحزاب السياسية حول تعزيز مشاركة النساء والشباب في الانتخابات المحلية

There is an attachment
attach_fileAttachment

 

التاريخ: 2 تشرين ثان 2021، نابلس، فلسطين

عقدت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بنابلس بتاريخ 2/11/2021 وبالشراكة مع مجالس الظل ومنتدى النوع الاجتماعي في الحكم المحلي  لقاءا مع لجنة الانتخابات المركزية وعدد من قيادات الأحزاب السياسية تحت عنوان : " نحو أوسع مشاركة للنساء والشباب في الانتخابات المحلية المقبلة " ، وجاء اللقاء ضمن جهود الجمعية الحثيثة لتعزيز مشاركة النساء والشباب في الحياة السياسية ، وفي ظل المستجدات والحراكات الجارية على اثر تحديد موعد الانتخابات المحلية ، وبهدف رصد مواقف وتوجهات الأحزاب السياسية  لتوسيع مشاركة الشباب والنساء على قوائمهم في هذه الانتخابات ، وللاطلاع على إجراءات لجنة الانتخابات المركزية لضمان انتخابات نزيهة وشفافة بما فيها المراقبة على تطبيقات مدونة السلوك التي أطلقتها اللجنة ومدى الاستعدادية والجاهزية لدى الأحزاب السياسية للالتزام بتطبيق هذه المدونة . تحدث باللقاء عدد من الناشطين والناشطات السياسيين والمجتمعيين ، وشارك فيه عدد من القيادات الشبابية وعضوات من مجالس الظل ، وممثلين/ات  عن عدد من المؤسسات النسوية والحقوقية والمجتمع المدني .

 

وأكدت مديرة برنامج المشاركة السياسية ، سمر هواش ، التي أدارت اللقاء ، على أن قضية المرأة قضية مجتمعية تتحمل كافة الجهات الرسمية والأهلية بما فيها الأحزاب السياسية مسؤولية النهوض بواقع النساء على أساس العدالة والمساواة كمواطنات كاملات الحقوق والواجبات وان حقوق المرأة حقوق إنسان لا تتجزأ ، كما أكدت على أهمية  دور الأحزاب السياسية  في تعزيز المشاركة السياسية للمرأة في ظل عدم توفر الإرادة السياسية لدى الجهات  الرسمية وانتقاصها المتكرر لحقوق النساء ، وأشارت إلى ضرورة التعاطي مع الانتخابات طوال فترة الدورة الانتخابية وليس فقط إبان العملية الانتخابية فقط، كما استعرضت مجمل التدخلات التي قام بها منتدى النوع الاجتماعي في الحكم المحلي إبان العملية الانتخابية ، كما استعرضت مطالب النساء المتضمنة في رسالة وجهتها جمعية المرأة العاملة للأحزاب السياسية والقوى الديمقراطية ، ومن أبرزها ضرورة الحفاظ على نزاهة العملية الانتخابية في كافة مراحلها ، وضرورة التوجه لتشكيل قوائم انتخابية قائمة على المهنية والكفاءة وتقيد الأحزاب السياسية والقوى الديمقراطية والكتل المستقلة بقرارات المجلسين المركزي والوطني والقاضية برفع نسبة الكوتا إلى 30% وصولا للمناصفة على قوائمها الانتخابية ، وإشراك النساء والشباب في عملية التفاوض الجارية لتشكيل القوائم الانتخابية ، مع ضمان إدراج النساء في مواقع متقدمة على القوائم وسيكون الدعم الأكبر للقوائم التي ترأسها نساء والمشكلة على أساس المناصفة .

 

ومن جانبه ، استعرض مدير مكتب لجنة الانتخابات المركزية بنابلس ، محمود مسيمي ، دور لجنة الانتخابات المركزية كجهة تنفيذية تشرف على تنفيذ العملية الانتخابية في كافة مراحلها بما يضمن الشفافية والنزاهة حيث تقف كجهة محايدة على مساحة واحدة من كافة الجهات ذات العلاقة بالعملية الانتخابية ، وتطرق للمعيقات التي تواجه العملية الانتخابية ومن بينها قلة المعرفة لدى المواطنين بما فيه الأحزاب السياسية والعائلات بإجراءات العملية الانتخابية ، ودعا جميع الجهات للعب دور أكبر في  التوعية بأهمية إجراء العملية الانتخابية ورفع مستوى اهتمام المواطنين والمواطنات للمشاركة فيها كآلية حيوية لتعزيز العملية الديمقراطية ، كما تحدث عن أهمية الدور الذي تقوم به الهيئات المحلية كونها بوابة لخدمة المواطنين من خلال اختيار الأنسب لتقديم خدمات نوعية للجمهور ، كما أكد على ضرورة الاهتمام بقضايا الحكم المحلي طوال الدورة الانتخابية ، وتحدث حول مراحل العملية الانتخابية بما فيها الرقابة على الانتخابات التي تتيح لكافة الجهات بممارسة هذا الدور ضمن المعايير التي وضعتها لجنة الانتخابات المركزية .

 

أما منتصر الكخن ، الناشط الشبابي والمجتمعي ، فقد تطرق لأهمية عقد الانتخابات بشكل دوري كمدخل لاستعادة ثقة المواطن بالعملية الديمقراطية ، حيث تراجعت بالآونة الأخيرة ثقة المواطن بإمكانية إجراء الانتخابات المحلية نتيجة إلغاء  الانتخابات العامة التي كان من المفترض أن تسبق الانتخابات المحلية مما انعكس سلبا على المواطنين ، كما تحدث حول المعيقات والإشكاليات التي تواجه الأحزاب السياسية عموما والنساء خصوصا بما فيها العقلية الذكورية التي تغلغلت بالمجتمع والتي تجلت بإضافة النساء على القوائم الانتخابية ضمن السقف الذي يتيحه القانون فقط والذي يشكل الحد الأدنى لتمثيل النساء ، وفي غالب الأحيان يكون هذا التمثيل رقميا نتيجة العقلية الذكورية اتجاه مشاركة النساء في الحياة العامة رغم وجود نساء فاعلات في خدمة مجتمعاتهن المحلية ، وأشار إلى أن تمثيل النساء والشباب في القوائم الانتخابية لا يعكس الدور الوطني والمجتمعي الذي تقوم به هذه الفئات طوال مراحل النضال الوطني ، ودعا إلى ضرورة أن تلعب الأحزاب السياسية دورا في الحد من تحكم العشائرية في العملية الانتخابية .

 

ومن جهته ، فقد تحدث د. رائد الدبعي ، الناشط في حركة فتح حول الدور الوطني الذي تلعبه الهيئات المحلية إلى جانب الدور الخدماتي ، واستعرض الدور المبكر للبلديات إبان النكبة والنكسة في التصدي للتهجير ومواجهة السياسات الإسرائيلية المستمرة لتركيع المواطنين وطمس القضية الوطنية ، كما تطرق للمعيقات الاجتماعية التي تواجه النساء أبات العملية الانتخابية والتي تجلت بمظاهر رافقت التجارب الانتخابية السابقة ومن بينها عدم إدراج صور النساء في بعض القوائم الانتخابية واستبدالها بوردة أو أي رمز آخر ، وهذا تأكيد للعقلية الجاهلية في التعاطي مع ادوار النساء رغم التقدم الذي أحرزته النساء على جميع الأصعدة بما فيها التعليم والصحة والعمل وغيرها ، كما حمل كافة الجهات مسؤولية عدم رفع الكوتا بما يتوافق وقرارات المجلسين المركزي والوطني والدور التنموي الكبير الذي تلعبه النساء الفلسطينيات في كافة المجالات ، كما أشار إلى ضرورة التدرجية في التعاطي مع التغيير المجتمعي ، ودعا إلى الإبقاء على نظام التمثيل النسبي مع ضرورة استبدال القائمة المغلقة بالقائمة المفتوحة ، كون ذلك حسب وجهة نظره يتيح الفرصة للمواطن لاختيار الأفضل  ضمن القائمة الواحدة مع التركيز على تأصيل الكوتا بما يضمن موضع النساء الإلزامي بمواقع متقدمة على القوائم ، واعتبر أن تمثيل النساء بالتجارب الانتخابية السابقة كان بمثابة تمرين رياضي أكثر منه قناعة بأدوار النساء ، ودعا في نهاية حديثه إلى مواجهة تهميش النساء والشباب من خلال إعادة الاعتبار لأدوار هذه الفئات المجتمعية الهامة .

 

أما الأستاذ المحامي ،حبيب حسين ، الناشط الشبابي بالمبادرة الوطنية الفلسطينية ، فقد انتقد وبشدة التوجه لتشكيل قوائم بالتزكية كونها تعكس مصالح فئوية سواء كانت عائلية أو حزبية وتقف عائقا أمام توسيع المشاركة المجتمعية في اختيار الأنسب ، وأشار إلى أن النساء والشباب يعتبرون الضحايا الأوائل لقوائم التزكية ، كما أشار إلى اثر التزكية السلبي على عمل المجالس المحلية كونها تفرز بالغالب أشخاص غير كفؤين  لهكذا منصب وغير مجمع عليهم ، وكونها تنتزع شرعية  هذه المجالس وتضعف ثقة المواطنين في عمل هذه المجالس كون المجالس المحلية تكتسب شرعيتها من الانتخابات ،  كما دعا في نهاية حديثه إلى ضرورة تعزيز مشاركة النساء الشباب في العملية الانتخابية الجارية حاليا .

 

وفي ختام اللقاء قدم المشاركون والمشاركات  من مجالس الظل وممثلي المؤسسات والقيادات النسوية العديد  من المداخلات والتوصيات ، أكدت جميعها على ضرورة مواجهة الإقصاء والانتقاص المتكرر لحقوق النساء والشباب من خلال تضافر الجهود لتعزيز مشاركة النساء والشباب في الانتخابات الحلية الحالية ، وضرورة أن تلعب الأحزاب السياسية دورا في زيادة النساء والشباب في قوائمها الانتخابية ، كما أكد المشاركون والمشاركات على ضرورة تجنب قوائم التزكية ومواجهة العشائرية التي تطغى بشكل كبير على العملية الانتخابية ، بالإضافة إلى التأكيد على دورية الانتخابات ونزاهتها .