جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تُشكل 5 مجالس ظل جديدة في محافظات الضفة الغربية

There is an attachment
attach_fileAttachment

رام الله- 26 حزيران 2024

شكلت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية خلال النصف الأول من عام 2024، خمسة مجالس ظل جديدة في مناطق مختلفة من الضفة الغربية وشملت؛ قرية دير الحطب في محافظة نابلس، وبلدة اذنا في محافظة الخليل، وقرية دير غزالة في محافظة جنين، وبلدتي رافات وكفر عقب في محافظة رام الله.

يأتي ذلك ضمن جهود جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لتمكين النساء الفلسطينيات وتعزيز مشاركتهن على كافة الأصعدة بما في ذلك، تعزيز دورهن في المشاركة السياسية ومراكز صنع القرار، وانسجاماً مع توجهات الجمعية الاستراتيجية القائمة على تشجيع النساء على تنظيم أنفسهن ضمن هياكل وأجسام متنوعة تعكس قضاياهن وتفتح أمامهن الفرص للدفاع عن هذه القضايا، بهدف تواصل النضال لمناهضة التمييز والإقصاء الذي تتعرض له النساء.

ضمت المجالس الجديدة المشكلة 46 امرأة وشابة تم انتخابهن لعضوية هذه المجالس، حيث سبق تشكيل هذه المجالس، عقد 10 اجتماعات تحضيرية في مختلف المواقع، حضرها 132 مشارك/ة من النساء ورؤساء وأعضاء وعضوات المجالس المحلية وجمعيات خيرية ومؤسسات قاعدية، تم فيها تعريف المشاركين والمشاركات بأهداف الجمعية وبرامجها وأنشطتها، والتعريف بأهداف مجالس الظل. كما تحدثت المشاركات خلال هذه اللقاءات عن تجاربهن السابقة فيما يتعلق بأدوارهن مع المجتمع المحلي ومشاركتهن في الانتخابات المحلية السابقة سواء في الترشح او الانتخاب. كما ناقشت النساء التحديات التي تواجهها سواء بالبعد الوطني بسبب الاحتلال وإجراءاته القمعية التي أثرت على مختلف مناحي الحياة، أو بالبعد الاقتصادي والاجتماعي والقانوني الذي تعيشه النساء الفلسطينيات، والذي يتطلب تكاتف الجهود من أجل تعزيز دور النساء وتشجيعهن على المشاركة في الحياة العامة. وكذلك مناقشة الأولويات الواجب العمل عليها من أجل النهوض بواقع النساء بما يضمن تعزيز دورهن في إحداث التغيير المجتمعي من خلال مجالس الظل التي أطلقتها الجمعية، والتي تهدف إلى التعاون مع المجالس المحلية من أجل المصلحة العامة، من خلال رصد احتياجات الأحياء ومناقشة أولويات النساء في ظل الظروف الراهنة بما فيه دورهن في لجان الطوارئ والأزمات التي تشكلت في العديد من المواقع على أثر قرار وزارة الحكم المحلي القاضي بضرورة تشكيل هذه اللجان في مختلف مواقع هيئات الحكم المحلي. كما يتضمن دور مجالس الظل دعم المجالس المحلية في تنفيذ مهامها، وممارسة الرقابة على أعمال المجالس المحلية من منظور النوع الاجتماعي بهدف تعزيز الشفافية والمساءلة على عمل هذه المجالس، وتطوير السياسات والقرارات على المستوى المحلي، والمساهمة في تغيير الصورة النمطية اتجاه النساء، والمساهمة في خلق قيادات نسوية واعية بحقوقها وقادرة على المطالبة بها، ودعم عضوات مجالس الحكم المحلي المنتخبات وتشجيع النساء على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة.

قال أ. عبد الكريم حسين، رئيس مجلس قروي دير الحطب بمحافظة نابلس: "نحن مع تمكين المراة وتقويتها والعمل على تلبية احتياجاتها، ولدعم جهود مجلس الظل المشكل حديثا، وفرنا قاعة المجلس لاستخدامها من قبل مجلس الظل لعقد الاجتماعات وبابنا مفتوح للتعاون والنهوض بواقع البلدة خاصة واننا نواجه تحديات كبيرة سياسية ومجتمعية واقتصادية تتطلب تظافر جهود جميع مكونات المجتمع وعلى رأسها النساء كقوى فاعلة بالمجتمع " .

قالت أ. سارة زامل عضوة مجلس ظل دير الحطب: "على إثر تشكيل مجلس الظل في قريتي دير الحطب، شاركت بلقاء تفريغي مع جمعية المرأة وسأنقل المهارات التي تعلمتها لزميلاتي عضوات مجلس الظل ونساء القرية حيث ان هذا احتياج عبرن عنه للتخفيف من الظروف الطارئة التي نمر فيها بالفترة الحالية."

قالت عضوة المجلس القروي أ. منال حماد: "سمعت كثيرا عن مجالس الظل وإنجازاتها، أتمنى ان يلعب مجلس ظل دير الحطب المُشكل حديثا دوراً فاعل في تعزيز المواطنة والمشاركة المجتمعية. تنظيم النساء ضمن جسم طوعي ضمن مبادرة مجلس الظل يساهم في توسيع المشاركة الاجتماعية والسياسية للنساء و يعكس اثر إيجابي علي واقع نساء البلد".

أما السيد أحمد زكارنة، رئيس مجلس قروي دير غزالة في محافظة جنين فقد أبدى اهتماما عاليا بقضايا المرأة وتشجيع مشاركتها في هيئات صنع القرار لأهمية دورها في المجتمع، وأكد على اهمية مشاركة النساء في كافة المجالات، وركز على أهمية الاستقلال الاقتصادي للنساء من خلال دعمها بمشاريع مدرة للدخل لما لذلك من اهمية كبيرة في تشجيع النساء على المشاركة السياسية وصنع القرار. 

يذكر أن تشكيل مجالس الظل الجديدة يأتي كامتداد للنضال النسوي لتمكين النساء في كافة المواقع، وتعزيز القدرات المعرفية لديهن، ورفع وعيهن بحقوقهن وربط النضالات النسوية بالتحول الديموقراطي. وقد جاء عمل الجمعية في هذا المجال مبكراً، حيث بدأ بدمج النساء في اللجان المعينة لإدارة الهيئات المحلية فترة التسعينات، وفيما بعد للتهيئة لانتخابات ديمقراطية وبناء قدرات النساء من أجل المشاركة فيها. حيث تمكنت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لغاية الان من تشكيل 105 مجلس ظل تضم في عضويتها 626 امرأة وشابة موزعة على 105 موقع في الضفة الغربية، بالإضافة إلى 4 مجالس ظل في قطاع غزة.

وقامت هذه المجالس تاريخياً بعدة أدوار من أبرزها؛ مراقبة عمل الهيئات المحلية والخروقات التي تمس حقوق العضوات المنتخبات، مجموعة تدخلات لتغيير أو تعديل القرارات والسياسات غير الملتزمة بمنظور النوع الاجتماعي، دعم عدد أكبر من النساء للترشح للانتخابات المحلية والتواصل بين العضوات وبين النساء، العمل على تغطية بعض الفجوات التنموية التي لم تستطع الهيئات المحلية القيام بها، بالإضافة الى دورهن الفعال مع لجان الدعم والاسناد في أزمة كوفيد-19.

كما استطاعت مجالس الظل أن تلعب دورا رئيسيا في تشجيع النساء على الترشح والانتخاب للمجالس المحلية في الأعوام السابقة، بما فيها انتخابات الهيئات المحلية التي جرت في العام 2021/2022، حيث ترشحت 97 امرأة من عضوات مجالس الظل وناشطات عملن مع الجمعية دعمتهن عضوات مجالس الظل، فازت منهن 61 امرأة.

ونتيجة لتراكم التجارب الناجحة في العديد من مواقع مجالس الظل، استطاعت النساء التأثير على رؤساء المجالس المحلية، حيث تم توفير مقرات المجالس المحلية لعقد الاجتماعات في العديد من المواقع التي تشكّلت فيها مجالس الظل، كما تم الضغط على الهيئات المحلية من قبل النساء والعضوات من أجل دمج النساء في المشاريع التشغيلية الطارئة والعادية بعدما كانت مقتصرة على الرجال، كما فتحت الآفاق للتعرف على المصادر المحلية والخارجية للاستفادة من هذه المصادر.

تأتي هذه الجهود ضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه الجمعية بدعم من حزب الوسط السويدي CIS.