"النساء يرفعن أصواتهن" – فعالية نظمتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية على هامش اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
"النساء يرفعن أصواتهن" هو العنوان الذي اختارته جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية للفعالية التي نظمتها على هامش اجتماعات الدورة السادسة والخمسون لمجلس حقوق الإنسان، والمنعقدة في العاصمة السويسرية- جنيف، وذلك يوم 20/6/2024. وقد هدفت الفعالية لتسليط الضوء على ضرورة توفير العدالة للنساء الفلسطينيات، تحت الاحتلال، ومحاسبة الاحتلال وقادته على الانتهاكات والجرائم المرتكبة بحق النساء والفتيات. وجاءت الفعالية، التي أدارتها رنا خليل، الموظفة في جمعية المرأة العاملة، بهدف تسليط الضوء على واقع النساء الفلسطينيات وصمودهن في وجه ممارسات الاحتلال وكذلك استعراض التحديات الفريدة من نوعها، والتي تواجهها النساء والفتيات الفلسطينيات في ظل السياق الاستعماري بشكل عام، وخاصة ما يترتب على العدوان الحالي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين والفلسطينيات في قطاع غزة وفي الضفة الغربية المحتلة.
وقد افتتحت الفعالية بالترحيب الحار بالحضور من قبل ميسرة الجلسة، رنا خليل، والتي تناولت في كلمتها الخطوط العامة والعناوين التي سيتم التطرق إليها ضمن الفعالية، كما قدمت للحضور المتحدثتان والمتحدث في الفعالية. وقد ابتدأت الفعالية بعرض لفلم توثيقي تضمن عرضا لآخر الإحصائيات والمستجدات للحرب على قطاع غزة، كما تناول الفلم استعراضا للدمار الهائل الذي خلفته آلة الحريب الإسرائيلية في قطاع غزة والخسائر البشرية، ليشكل هذا الفلم مدخلا للنقاش خلال الفعالية:
تناولت السيدة آمال خريشة، المديرة العامة لجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، في مداخلتها استعراضا للواقع الفلسطيني تحت الاحتلال والصمود الذي تبديه النساء بوصفهن جزءاً من الشعب الفلسطيني، في ظل تمادي الاحتلال الإسرائيلي في جرائمه وانتهاكاته. وأضافت أن ما يجري اليوم في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، من اعتداءات هو نتاج للاحتلال المستمر منذ ما يزيد عن ثلاثة أرباع القرن، وأن أحداث السابع من تشرين أول 2023، قد جاءت كردة فعل طبيعية على ممارسات الاحتلال وجرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين والفلسطينيات من العام 1948، واستمرار الاحتلال في التنكر للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ومواصلة جرائم التهجير والتطهير العرقي. في هذا السياق، أشارت السيدة خريشة إلى أنه ومنذ العام 1967، قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال ما يقرب من المليون مواطن ومواطنة فلسطيني/ فلسطينية، إذ تعرضت أكثر من 20 ألف امرأة وفتاة للاعتقال من قبل سلطات الاحتلال. على صعيد ذي ارتباط، أشارت المتحدثة إلى أن عدد الشهداء والشهيدات منذ بداية العدوان على قطاع غزة، يقرب من الخمسين ألفا، حيث تشكل النساء والأطفال أكثر من ثلثي هذا العدد. كما تناولت في مداخلتها، الدمار الهائل الذي تعرض له قطاع غزة والانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها النساء الفلسطينيات، والتي كان من أبرزها وأكثرها فظاظة، الاعتداءات الجنسية.
كما دعت السيدة خريشة، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة الاحتلال وقادته السياسيين والعسكريين على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين بشكل عام، والنساء بشكل خاص. وأكدت أن الأمن والسلام في المنطقة وفي العالم أجمع، مرتبط بالأمن والسلام في فلسطين، ولن ينعم العالم بالسلام طالما بقيت قضية فلسطين دون حل يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية كاملة، وينهي الاحتلال الإسرائيلي. واختتمت السيدة خريشة مداخلتها بالتنويه إلى أنه آن الأوان لتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والتي منحت الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية وعلى رأسها حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية كالة السيادة.
أما السيد زكريا عودة، منسق الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس، فقد تناول في مداخلته سياسات الاحتلال الرامية لتهويد القدس والتي تكثفت بعد بداية العدوان الحالي على قطاع غزة، كما تطرق للظروف الناشئة ما بعد السابع من تشرين أول، حيث ركز على التبعات التي ترتبت على المجتمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، وعمليات التهجير التي تعرض لها الفلسطينيون والفلسطينيات، ومحاولات طمس الهوية والثقافة الوطنية للشعب الفلسطيني. كما أكد السيد عودة على أهمية التدخل العالمي لوقف ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق الفلسطينيين والفلسطينيات.
وبعد ذلك، تم عرض فلم آخر، ضمن الفعالية، تضمن شهادات حية من نساء وفتيات فلسطينيات تعرضن للاعتقال في سجون الاحتلال، وما رافق ذلك من انتهاكات جسيمة لحقوقهن الإنسانية، بحيث شكل الفلم، مادة زخمة للنقاش بين المشاركين والمشاركات، حول ممارسات وجرائم الاحتلال.
بعد ذلك، تحدثت في الفعالية لارا رمضان، الموظفة في جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، متناولة السياق الفلسطيني من منظور نسوي، حيث تناولت التحديات التي تواجهها النساء الفلسطينيات، بما فيا العنف المنظم الممارس ضدهن وكذلك عمليات التهميش التي تواجههن. ومضت رمضان في حديثها لتؤكد على ضرورة دمج المنظور النسوي في النضال الوطني الفلسطيني لحماية الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، ووجهت، في ختام حديثها، دعوة لتكثيف حركات التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
تلا ذلك نقاش من الحضور للقضايا التي تناولتها الفعالية والمداخلات، حيث عبر المشاركون والمشاركات في الفعالية، عن دعمهم ودعمهن وتضامنهم/ تضامنهم مع الشعب الفلسطيني والحقوق الوطنية للفلسطينيين والفلسطينيات. كما تناول النقاش دور المجتمع الدولي وحركات التضامن الدولية لدعم الشعب الفلسطيني.
ويذكر أن الفعالية ساهمت في إلقاء الضوء على واقع وصمود النساء الفلسطينيات ورفعت الصوت عاليا مطالبة بمحاسبة الاحتلال على جرائمه وانتهاكاته بحق النساء والفتيات الفلسطينيات. كما أن الأفلام التوثيقية التي عرضتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية خلال فعاليتها، قد ساهمت في لفت نظر العالم للانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق النساء والفتيات الفلسطينيات، والدعوة الملحة للتدخل الدولي للجم الاحتلال ووقف جرائمه بحق الشعب الفلسطيني، كما أن الفعالية تضمنت دعوة لتكثيف جهود حركات التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني لتحقيق العدالة للفلسطينيين والفلسطينيات، ولضمان تقديم مجرمي الحرب الإسرائيليين، السياسيين منهم والعسكريين، للمحاكم الدولية الملائمة وضمان عدم إفلاتهم من العقاب. في الوقت عينه، فإن الفعالية أكدت على أهمية مواصلة أنشطة الضغط والمناصرة العالمية لضمان العدالة للنساء الفلسطينيات وإنهاء الاحتلال.