في اليوم العالمي للمرأة..لم يعد السكوت على جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مقبولاً
في اليوم العالمي للمرأة..لم يعد السكوت على جرائم الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، مقبولاً
نحو تكثيف الجهود لوقف حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الفلسطينيات والفلسطينيين
فلسطين المحتلة: في الوقت الذي تحيي فيه نساء العالم ذكرى الثامن من آذار، والذي يجسد نضال النساء منذ مئات السنين على امتداد الكرة الأرضية، لتحقيق المساواة والأمن الإنساني والعدالة، كما يعتبرنه محطة لاستعراض إنجازاتهن، وتكريس حقوقهن، فإن هذه المناسبة تتزامن مع دخول حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي وشركاؤه، وعلى رأسهم الإدارة الأمريكية، ضد الفلسطينيات والفلسطينيين في قطاع غزة الصامد، وفي الضفة الغربية المحتلة، شهرها السادس، دون أن يلوح في الأفق أي بريق أمل لوقفها. وها هم قادة الاحتلال الصهيوني، العسكريين منهم والسياسيين، يتباهون بالمجازر البشعة التي يرتكبها جيشهم بحق المدنيين والمدنيات في قطاع غزة، في تجلٍ واضح لمدى الحقد والعنصرية المتجذرة في السلوك وفي الفكر الأيديولوجي الصهيوني. حيث قام بقتل وإعدام النساء واعتقالهن وتهجيرهن قسريا وممارسة الاعتداء الجنسي والتعرية والتجويع كأسلحة، في مجازره المتواصلة، ومساعيه لتصفية القضية الفلسطينية. حيث استشهدت 9000، منذ السابع من تشرين الأول الماضي وحتى اللحظة، في كل يوم تستمر فيه الحرب على غزة بمعدلها الحالي، ستقتل في المتوسط 63 امرأة يومياً. وها هو الاحتلال الصهيوني يثبت لحظة بعد لحظة تناقضه مع كافة القيم الإنسانية والقانونية والأخلاقية، وتمضي آلة حربه في تنفيذ حرب إبادة جماعية، وتدمير كافة مكونات الحياة في قطاع غزة، لتهجير الفلسطينيين والفلسطينيات، في تكرار لمشهد نكبة العام 1948. ولا يختلف سلوك جيش الاحتلال حاليا عن سلوك العصابات الصهيونية التي احتلت فلسطين في العام 1948 ودمرت القرى والمدن، وارتكبت المجازر التي يندى لها الجبين، وهجرت أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني.
وتأتي هذه الجرائم في ظل صمت العالم وهيئة الأمم المتحدة وفي ظل تواطؤ قوى الاستعمار الإمبريالي مع الاحتلال، وإمداده بالعتاد للمضي قدما في جرائمه ضد شعبنا الفلسطيني. ليس هذا فحسب، بل إن الدول المتواطئة مع الاحتلال، قد وفرت الغطاء السياسي والدبلوماسي للعدوان، وحالت دون إصدار قرار ملزم من مجلس الأمن للجم دولة الاحتلال وإجبارها على وقف عدوانها وحربها الهمجية ضد الفلسطينيين والفلسطينيات. كما أن الدول الداعمة للاستعمار ولحرب الإبادة، تثبت أنها وإن غادرت الحقبة الاستعمارية زمانيا، إلا أن استعمار الشعوب الأخرى وإبادتها، لضمان تفوقها العرقي، لا زالت تهيمن على عقلية قادة هذه الدول.
وفي الوقت الذي تنحني فيه الجمعية إجلالا وإكباراً لأروح شهيدات وشهداء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، فإنها تتوجه بالتحية والتقدير لكافة الحركات النسوية والجماهيرية في العالم، والتي اندفعت إلى الشوارع لتعلن رفضها لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، مما ساهم في تغيير الموقف العالمي من العدوان وتحرك بعض الحكومات للضغط على الاحتلال لوقف جرائمه. كما تتوجه الجمعية بالتحية والتقدير لشعب وحكومة جمهورية جنوب إفريقيا لقرارها التاريخي بمقاضاة دولة الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، في خطوة هي الأولى منذ العام 1948 لملاحقة دولة الاحتلال على جرائمها من خلال استخدام أدوات العدالة الدولية. كما تتوجه الجمعية بالتقدير لحكومات البرازيل وفنزويلا وكولومبيا وإيرلندا وبوليفيا لمواقفها المتقدمة وجهودها المناهضة لممارسات الاحتلال.
نحو وقف حرب الإبادة ورفع الحصار عن قطاع غزة ووقف جرائم الاحتلال في الضفة الغربية ونحو إنفاذ القرارات الدولية المرتبطة بحق شعبنا في تقرير مصيره وفي عودة اللاجئين وفق قرار الأمم المتحدة 194.
نحو تكثيف الجهود لملاحقة الاحتلال أمام المحاكم الدولية لضمان عدم إفلات مجرمي الحرب الصهاينة من العقاب.
ونحو وقف الانقسام وإنجاز الوحدة الوطنية على أساس شراكة شاملة لكل الطيف السياسي والمدني على أرضية وحدة الشعب والأرض والقضية، وبالاستناد إلى استراتيجية تحررية بمضامين ديمقراطية، لإحقاق الحرية والمساواة والعدالة.
المجد والخلود لشهيدات وشهداء فلسطين.
جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية
8/3/2024