جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تختتم برنامجين تدريبيين لتدريب المدربين والمدربات في قطاع غزة والضفة الغربية في إدارة الصراع والقيادة والتأثير المجتمعي والتفاوض والتحليل السياسي

يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

الثلاثاء، الأول من آب 2023

اختتمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، خلال شهري حزيران وتموز، برنامجين تدريبيين لتدريب المدربين والمدربات في قطاع غزة والضفة الغربية لمجموعة من الشباب والشابات، حول إدارة الصراع والقيادة والتأثير المجتمعي والتفاوض والتحليل السياسي، وقد هدفا كلا البرنامجين اللذان تم تنفيذهما على مدار خمس أيام في كل منطقة، وبمشاركة 38 شاب وشابة من جميع محافظات الوطن في القطاع والضفة، إلى تمكين الشباب والشابات ليصبحوا/ـن قادرين وقادرات على التأثير في مجتمعاتهم/ـن المحلية في مجال المشاركة السياسية والتنمية المجتمعية، من خلال اكساب المشاركين والمشاركات المعارف والمهارات الأساسية المرتبطة بالتحليل السياسي والنظام السياسي الفلسطيني وأدوات تحليل الصراع والتفاوض ودور المرأة في اتفاقيات المصالحة، بالإضافة الى تنمية مهارات الشباب والشابات في حقل التدريب وإدارة الجلسات التدريبية بكفاءة وفاعلية وبأساليب متنوعة.

وقد اعتمد مدربين البرنامجين، د. طلال أبو ركبة في غزة و أ. ذوقان قيشاوي في رام الله، على المنهج التشاركي في عملية التدريب والتي قامت على أسلوب التعلم بالمشاركة من خلال الاسلوب الحثي الاستنباطي في التعلم، والذي أتاح الفرصة امام المشاركين/ات المشاركة في التدريب بشكل فاعل واستخراج الخبرات والمعارف والمهارات المكتسبة لديهم من واقع الحياة اليومية وتجاربهم الشخصية، باعتبارهم محور العملية التدريبية، وربطها بالمهارات المطلوبة، لتحقيق الأهداف التدريبية المختلفة.

 كما اعتمد التدريب على البناء المعرفي والمهارى المتراكم للمشاركين/ات من خلال تفعيل الحالة التشاركية في تبادل المعلومات ونقل التجارب فيما بينهم لسد الفجوات المعرفية لديهم وتطوير مهاراتهم. كما اعتمدت المنهجية على بناء على تواصل مسبق مع طاقم جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، وكذلك تم تصميم البرنامج التدريبي وفق استمارة تقدير احتياجات تدريبية معدة مسبقاً.

كما استخدم كلا المستشارين منهجيات متعددة في التدريب، حيث تم دمج التدريب بين العروض المقدمة من المدرب والمحاضرة التفاعلية، والنقاش والعصف الذهني، وعمل المجموعات، واللعب، والقصص التحفيزية والنماذج الملهمة والفيديو.

وخلال أيام التدريب الخمسة في كل منطقة، أظهر الشباب والشابات التزام ووعي عاليين، وتعطش للتعلم والاستفادة من الخبرات حول مواضيع البرنامج التدريبي. بالنسبة لمعظم المشاركين والمشاركات فقد كان التدريب جيداً ونوعياً وقد فتح آفاق واعدة للمجموعة للتعلم، حيث ساعد الحضور وبشكل أعمق على فهم ذاتهم وفهم أدوارهم. كما وساعد أ. ذوقان من رام الله، الشباب والشابات في الانضمام منصة (فرصتي) على الفيس بوك، وذلك من أجل تواصل مستقبلي أفضل، حيث تحتوي المنصة على العديد من المقالات، والأدلة التدريبية، وأجندة للمؤتمرات المستقبلية وورش العمل، وتدريبات، ومنح للدراسة.

الشاب أحمد عابد من قطاع غزة، أحد المشاركين في البرنامج التدريبي، يقول عن مشاركته في التدريب: "المشاركة السياسية للشباب مرتبطة بوجود المناخ المناسب للمشاركة، أي وجود الديمقراطية والتي تعني الاشتراك وممارسة حق الاختيار والانتخاب والتغيير. وقد ساهم البرنامج التدريبي في زيادة معرفتنا بثقافة العدالة الانتقالية والقرارات الدولية والمشاركة السياسية للمطالبة بتمكين الشباب والنساء في المراحل الانتخابية القادمة وجلسات المصالحة".

الشابة عبير الزهار، احدى المشاركات في البرنامج التدريبي، تقول عن مشاركتها في التدريب: "بعد التدريب، أصبحنا أكثر وعياً بحقوقنا كشباب ونساء، نحن أعمدة رئيسية يجب العمل فيما بيننا لتكوين لوبي ضاغط من مؤسسات وأطر شبابية ونسوية من أجل توفير بيئة سياسية صحية وضمان المشاركة السياسية".

ومع نهاية اللقاءات التدريبية في كل منطقة، أظهر الشباب والشابات خلال التقييمات النهائية، نجاح في رفع مستوى البناء المعرفي لديهم/ـن في الموضوعات المطروحة، وربطها بقضايا النساء والمصالحة. كما أصبح المشاركون/ات أكثر عمقا في فهم السياق الفلسطيني وتأثيراته على واقع قضايا النساء وأدوارها والعقبات التي تعترض طريقها في الوصول إلى مراكز صناعة القرار والتأثير الفاعل في ملف المصالحة وإنهاء الانقسام واستخدام طرق ووسائل التحليل السياسي لفهم الأزمات والظواهر السياسية والمجتمعية. كذلك عمل التدريب على الصقل المعرفي لدى المشاركين من خلال الموضوعات المطروحة ليصبحوا قادرين على طرح الموضوعات وخصوصا التفاوض وتفكيك النزاع وفق الأصول العلمية والمعرفية. ناهيك عن مهارات العرض والتقديم، واستخدام الوسائل البصرية في طرح الأفكار كأدوات مساندة، والتي أتقنها المشاركين والمشاركات في التدريب.

الشاب بيرم غزال، أحد المشاركين في البرنامج التدريبي، يُضيف خلال مشاركته في التدريب: "إن تحقيق المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة يعزز الاستقرار والتنمية المستدامة، ويساهم في بناء مجتمع أكثر عدلاً وتعاونًا. لذا، يجب أن يكون تنفيذ هذه الاتفاقيات أولوية قصوى وأن تتمثل في إجراءات فعالة والتزام حقيقي بتعزيز حقوق المرأة في فلسطين وضمان مشاركتها الفعالة في جميع المجالات".

أكد الشاب عدي عمار، أحد المشاركين في البرنامج التدريبي، على أهمية توحيد الجهود في سبيل النهوض بحقوق المرأة، ويُضيف: "لا بد من توحيد جميع الجهود في سبيل النهوض بحقوق المرأة الفلسطينية وخاصة من خلال تعديل المنهاج الفلسطيني وزيادة وعي المجتمع من التأسيس في حقوق المرأة، بالإضافة الى اصدار القوانين الداعمة للنساء في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى رفع نسبة الكوتا وتمكين النساء في مناصب صنع القرار السياسي".

ومن التوصيات التي خرجت مع نهاية البرنامجين التدريبيين في كل من قطاع غزة والضفة الغربية، ضرورة المتابعة مع المجموعة بعد انتهاء التدريب من خلال عقد لقاءات تغذية راجعة لفحص مدى استفادة تلك المجموعة من التدريبات. كذلك ضرورة توثيق قصص النجاح عند المشاركين والمشاركات بعد استخدامهم الأدوات والتقنيات التي تم اكتسابها خلال البرنامج التدريبي. كما أكد الجميع على أهمية إطلاق مبادرة شبابية لدعم تمثيل النساء في جلسات المصالحة، وتعزيز دورها في الحياة السياسية، وعقد جلسات للمشاركين/ـات مع صناع القرار من الأحزاب السياسية المختلفة، والقيادات النسوية، لتعميق أكثر لمستويات الوعي حول قضايا النساء.

يذكر أن مشروع "النهوض بحقوق المرأة من خلال تنفيذ اتفاقيات السلام في فلسطين (اتفاقيات المصالحة)"، الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، والممول من الوكالة النرويجية للتعاون الإنمائي من خلال مؤسسة كرامة، يسعى إلى المساهمة في منع النزاعات وحلها من خلال مشاركة المرأة في أعمال السلام والأمن، وتعزيز حقوق الإنسان واحتياجات وأولويات الرجال والنساء في المناطق المتأثرة بالنزاع المسلح تحت الاحتلال، ومشاركة النساء بإنهاء الانقسام والوصول إلى المصالحة الوطنية.