جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تعقد لقاء تدريبي مع مركز ابحاث الاراضي
قامت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بعقد لقاء تدريبي مع 14 مشارك ومشاركة من طاقم ومجلس ادارة والهيئة العامة لمركز ابحاث الاراضي (6 نساء و8 رجال)، يوم الاثنين الموافق 27.07.2020. يأتي هذا اللقاء ضمن سلسلة دورات تدريبية تعقدها جمعية المرأة العاملة للتنمية مع المؤسسات الفلسطينية العاملة في مجالات التنمية الريفية، الشريكة مع مؤسسة "وي ايفيكت" السويدية وبدعم من الوكالة السويدية للتعاون الانمائي الدولي (سيدا) ضمن مشروع "تعزيز بيئة مستجيبة لمنظور النوع الاجتماعي في التنمية الريفية وقطاع التعاونيات". تهدف هذه اللقاءات التدريبية الى تعميق مفاهيم النوع الاجتماعي، وأدوار وحاجات النوع الاجتماعي، بالاضافة الى تطوير المعرفة حول آليات ادماج النوع الاجتماعي في سياسات واستراتيجيات وبرامج المؤسسات، والاضاءة على آليات التحليل والتخطيط من منظور نوع اجتماعي وكيفية توظيفها في عمليات التنمية ، اهمها تلبية احتياجات وتمكين النساء والرجال في المناطق الريفية، وخاصة في ظل الوضع الاقتصادي والسياسي الراهن الذي يشهد تحديات مرتبطة بسياسات الضم والالحاق الاقتصادي التى ترسخها سياسات الاحتلال وفي ضوء تأثيرات وباء كوفيد١٩ في المجتمع الفلسطيني بشكل عام والمجتمعات الريفية بشكل خاص.
وعليه، افتتح محمد حساسنة، نائب مدير عام مركز ابحاث الاراضي اللقاء بالترحيب بشراكة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية والتأكيد على رغبة المركزفي رفع معرفة وقدرات طاقم المركز ومجلس الادارة والهيئة العامة في الشؤون التي تتعلق بادماج النوع الاجتماعي في عمل المؤسسة، حيث قال: "نحن بحاجة الى تغيير في العقلية وتغيير في السلوك لكي نصنع التغيير في المجتمع نحو العدالة والمساواة". ثم قدمت حنان قاعود، مديرة التنمية والتطوير في الجمعية عرضا تفاعليا عبر آلية "زوم" حول مفاهيم ومضامين النوع الاجتماعي والعدالة والمساوة، بالاضافة الى عرض مقدمة عن اهداف ادماج النوع الاجتماعي في عمل المؤسسة. هذا وقدم المشاركون والمشاركات اضاءات حول الادوار النمطية السائدة في المجتمع الفلسطيني وتأثيرات الانظمة والقوانين التمييزية على النساء. حيث قارن رائد عويضات بين تفاوت درجات الادوار النمطية بين المجتمعات الداخلية المختلفة، حيث اشار الى انه "في المجتمعات البدوية نرى أدوار نمطية واضحة حيث تقوم النساء برعاية الاغنام وتصنيع الاجبان ويقوم الرجال بالاشراف على عملهن وتقاضي الأجر بالنيابة عنهن، أما في مجتمعات الفلاحين، فنرى درجة اقل من الادوار النمطية حيث يعمل النساء والرجال جانبا الى جنب في الحقل والزراعة ولكن لا نستطيع تجاهل الاعباء المنزلية التي تقوم بها النساء لوحدهن".
وقدمت امال خريشة، مديرة جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، مداخلة حول الدلالات الهامة في العمل المشترك بين المؤسسات الشريكة في تعزيز وتعميق المفاهيم والمضامين وبلورة رؤية فيما يتعلق بحقوق النساء بالاخص النساء في القرى الفلسطينية والنساء الريفيات، واشارت الى اهمية تطبيق اتفاقيات ومعاهدات دولية عبر مؤائمة التشريعات الوطنية مع مضونها الجوهري والمتعلق بانفاذ المساواة التامة . هذا وتضمن اللقاء نقاشا حول فيلم قصير من انتاج هيئة الامم المتحدة للمرأة، يسلط الضوء على علاقات القوة داخل العائلة وتبادل الأدوار بين الشاب والفتاة والتمايز بالحقوق بين الجنسين. وقد كان نقاش الفيلم تفاعلي بين المشاركين والمشاركات، حيث اشارت د. عبير استانبولي، منسقة المشروع لدى مركز أبحاث الأراضي، "ان الادوار المناطة لكل من الذكر والانثى تختلف مع اختلاف التنشئة داخل الأسرة وفي المجتمع وخاصة في المدرسة، وتختلف هذه الأدوار بإختلاف المناطق وتنوع الثقافات". واسترسلت قائلة: "اما المساواة والعدالة فتفرض علينا وجود تشريعات ومجتمع داعم للمساواة والعدالة". وبدوره قال محمد العملة انه "لا يمكن للنساء الحصول على حقوقهن الا من خلال قوانين رادعة لكافة اشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي، تحميهن وتعاقب المعتدي على حقوقهن".
اختتمت قاعود اللقاء بعرض فلم قصير حول العنف المبني على النوع الاجتماعي والزواج المبكر، وقدمت توصية لمركز ابحاث الاراضي بضرورة النظر الى برامج المؤسسة بعدسة نقدية من أجل فهم اهمية ادماج النوع الاجتماعي في عمل المؤسسات وخاصة في التعامل مع اصحاب الحقوق وتلبية احتياجاتهم وحقوقهم العملية والاستراتيجية. وفي ختام اللقاء، أكدت السيدة مريم عكرماوي، مسؤولة النوع الاجتماعي ومسؤولة البرنامج لدى مؤسسة "وي ايفيكت" السويدية، على أهمية سلسلة اللقاءات التدريبية وخاصة لمساهمته في فتح حوار حول مضامين النوع الاجتماعي والتفاعل من قبل المشاركين والمشاركات فيها. هذا وقد اتفق الشريكان على عقد اللقاء التدريبي الثاني عبر آلية "زوم" في الاسبوع الثاني من آب 2020.