فضا- فلسطينيات ضد العنف تختتم حملتها إحنا صوتك
كجزء من تحالف فضا وحملته "احنا صوتك"، تشارك معكن/م جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية البيان الختامي للحملة والذي جاء على النحو التالي:
اختتم تحالف "فضا- فلسطينيات ضد العنف" اليوم، الجمعة، حملته النسوية الحقوقيّة الأولى من نوعها، والّتي تتوجّه للمجتمع الفلسطيني مطالبةً إيّاه بتحمّل مسؤوليّاته على المستوى الفرديّ والجمعيّ لوقف العنف المتفاقم ضد النساء والفتيات، وذلك تحت عنوان "إحنا صوتك". كذلك فقد توجّهت الحملة، التي انطلقت بداية شهر حزيران/ يونيو الجاري بمبادرة من "كيان- تنظيم نسوي"، أيضا إلى النساء وشجّعت على كسرالصمت ورفع الصوت عاليا لمناهضة العنف المبنيّ على النوع الاجتماعي. ورمت الحملة إلى توحيد الصفوف والنضال المشترك من أجل حياة وسلامة النساء الفلسطينيات في كلّ مكان، واختراق كافة الحدود الجيو-سياسية. معتمدةً على قاعدة حقوقيّة تستند الى أن حقوق المرأة حقوق إنسان غير قابلة للتجزئة والتأويل.
وتميّزت حملة "إحنا صوتك" بوضوح رسالتها التي ناشدت الجماهير بعدم السكوت عن حالات العنف التي نشهدها وبعدم التماهي معه، ونشرت عناوين المؤسّسات وأرقام الهواتف المساعدة التي تقدّم الدعم النفسيّ والاجتماعيّ والاستشارات القانونيّة على امتداد الوطن للعديد من النساء، التي تقوم عليها المؤسّسات ومراكز الدعم الشريكة في الائتلاف. كما تميزت الحملة بشموليّتها العابرة للحدود، إذ شاركت فيها 21 مؤسّسة نسويّة وحقوقيّة من جميع أنحاء فلسطين، وعلى مدار ثلاثة أسابيع خاطبت الشعب الفلسطينيّ بجميع شرائحه وفئاته العمريّة مشكّلة بذلك أوّل تحالف نسويّ يكسر الحصار ويتجاوز التجزئة.
ووصلت الحملة إلى ملايين المشاهدات والتفاعلات على وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام التقليدية، من خلال مواد ورسائل توعية وشملت ومضات ومقابلات تلفزيونية وإذاعيّة إلى جانب فيديوهات بمضامين حقوقية وبأشكال إبداعية. وأثارت رسائل "إحنا صوتك" جدلا ساخنا على وسائل التواصل. بين التيّارات الذكوريّة والأصوليّة التي تبرّر العنف وتشرّعه، وبين الحركة النسويّة والتيّارات الديمقراطيّة والمستنيرة في مجتمعنا، التي تنادي بالمساواة وترفض التمييز بكافة أشكاله، وتناهض العنف ضدّ المرأة كأساس موضوعيّ لإحقاق الكرامة والعدالة الاجتماعيّة.
وفي خضم الاشتباك بين هذه التيّارات والاتجاهات، تجلّى خطاب الكراهيّة للنساء عبر مئات التعليقات النمطيّة المطعّمة بالكراهيّة والحقد والشتم والتخوين والتكفير، والتي وصلت حدّ التهديد بالاغتصاب للنساء المشاركات في حلقة تلفزيونيّة على فضائيّة "معا" مشكّلة بذلك سابقة خطيرة تهدّد حرّية الرأي والتعدّدية في مجتمعنا.وعلى الرغم من ذلك فإن كافّة المؤشّرات أكّدت نجاح الحملة في تحقيق أهدافها، من حيث إسهامها في كسر الصمت عن جرائم العنف ضدّ النساء، إذ وصلت صفحتها العديد من الرسائل من نساء معنّفات ومن شهود على حالات عنف ضدّ النساء، وتلقّت المرشدات على الهواتف مئات الاتصالات من ضحايا العنف، وزادت مساحة الحوار المجتمعي.
كما ألهمت الحملة أعدادًا متزايدة من الشباب لبلورة مبادرات مناهضة للعنف، إذ تجنّد مئات الناشطين والناشطات لدعم الحملة والدفاع عن حقّ النساء بالعيش بأمان في وطنهن، من خلال نشر مضامين الحملة والمشاركة بالجدل الدائر حولها. كما نجحت "إحنا صوتك" بتعزيز العمل المشترك بين المؤسّسات النسوية مما جعل التدخل للمساعدة ناجعا ومكثفّا ومتواصلا.وشكّلت حملة "إحنا صوتك" نقطة تحوّل نحو مرحلة جديدة تتكاثف فيها القوى النسويّة الفلسطينيّة للنضال المشترك من أجل مجتمع عادل وآمن للنساء، وتوافقت المؤسسات المشاركة في الحملة في تحليلها لخطورة ظاهرة العنف الذكوريّ الذي تواجهه المرأة الفلسطينيّة لكونها امرأة، معتبرةً أنّه يتشابك جدليّا مع العنف الاستعماريّ الذي يقمعها ويعنّفها يوميّا لكونها فلسطينيّة، ويصل بعنفه الذكور أيضا.
إذ إنّ الاستعمار، عبر احتلاله للأرض الفلسطينية وسياساته التهويدية والعنصرية ونظام الأبارتهايد الذي يكرّسه يوميّا، يضاعف هذا العنف المبني على النوع الاجتماعي، فهو يحدث أزمات في الهويّة الذكوريّة التي صاغها النظام الأبويّ وفق هندسة اجتماعيّة وترميزات ثقافيّة تضع الرجال في موقع القيادة والأفضليّة في وقت يعجزون فيه عن توفير الأمن للأسرة.
وفق هذا السياق يرى "فضا" ضرورة تعزيز صمود كلّ أفراد المجتمع رجالا ونساء عبر العمل الواعي، للتخلص من كافّة القيم والسلوكيّات التي تشرّع العنف ضدّ المرأة وضرورة بلورة إرادة سياسيّة جامعة للقضاء عليه.