نساء فلسطين..واقع صعب وتحديات مُركبة
تعيش المرأة الفلسطينية في ظل واقع شديد التعقيد نتيجة للسياق التاريخي للمجتمع الفلسطيني والتحديات التي فرضت على الشعب الفلسطيني منذ ما يزيد عن قرن من الزمان. ولم تكن قضية المرأة الفلسطينية منفصلةً عن قضية شعبها أبدا، بل كانت دوماً جزءاً من القضية الوطنية. إلا أن طبيعة المجتمع البطريركي السائد في فلسطين، لم ينصف المرأة إلا في مجال الشراكة في المعاناة من العوامل الخارجية فقط. ورغم أنه من الصعب تتبع الجذور التاريخية لبدء معاناة المرأة الفلسطينية، إلا أن هناك بعض المحطات الفارقة التي يمكن الوقوف أمامها كونها شكلت مفاصل هامة في التاريخ الفلسطيني وأسست للبنية الاجتماعية الحالية القائمة في فلسطين. في هذا السياق، تبرز نكبة العام 1948، كواحدة من المحطات الهامة في التاريخ الفلسطيني والتي مهدت لنشوء وتغلغل البنية الأبوية وشرعنة هيمنتها على النساء.
تعمل الجمعية بشكل خاص على ربط النضال النسوي التحرري والاجتماعي، بالنضال الديمقراطي لقوى وحراكات وفعاليات مجتمعية عبر المناصرة والضغط والتعبئة والتوعية والتنظيم في هيئات قاعدية متنوعة كمجالس الظل في الحكم المحلي والتعاونيات واللجان العمالية والنقابات. وعبر التشبيك على الأصعدة المحلية والإقليمية والعالمية لتحقيق رسالة الجمعية والمتمثلة في تمكين المشاركة السياسية والاقتصادية للنساء ومناهضة العنف المبني على النوع الاجتماعي. وعبر الجهود المشتركة لكافة المؤسسات النسوية، تم تسجيل عدد من الإنجازات فيما يخص وضعية المرأة الفلسطينية ومن بينها رفع سن الزواج، وقرار مجلس الوزراء حول تمديد إجازة الأمومة لعشرة أسابيع ومنح الرجل إجازة أبوة. كما حصلت النساء على بعض الحقوق المدنية الأخرى مثل استصدار جواز سفر لأطفالها القُصّر وفتح حساب بنكي لهم وإدارته ونقلهم من مدرسة إلى أخرى.
إن هذه الورقة ستركز على واقع النساء الفلسطينيات في الضفة الغربية وقطاع غزة في مرحلة ما بعد قيام السلطة الفلسطينية.