الإرادة العزيمة: قصة حياة، امرأة ناجية من العنف
دعم النساء الناجيات من العنف وتمكينهن من مشاركة قصصهن والخروج من دائرة العنف بالتعاون ما بين جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية ومؤسسة We Effect من خلال مشروع "تعزيز بيئة مراعية لمنظور النوع الاجتماعي في التنمية الريفية والقطاع التعاوني." حيث يتم دعم وتمكين النساء الناجيات من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال برامج التوعية بالعنف وجلسات الدعم للناجيات.
تقول حياة: " خلال الجلسات، شعرت بالراحة والأمن، ومع اكتساب المهارات الجديدة، أصبحت أقوى وزادت ثقتي بنفسي"
حياة (اسم مستعار) البالغة من العمر 4- عاماً، ناجية من العنف. وجدت المساعدة من خلال جلسات التوعية بالعنف ضد المرأة والدعم للناجيات من العنف التي تديرها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، ومن خلال هذه الجلسات امتلكت حياة الجرأة والشجاعة لتصحح وضعها المؤذي، وتبدأ من جديد متحلية بالإلهام والعزيمة.
تبدأ تجربة حياة التي تعمل في روضة بعد تعرضت لعنف جسدي قوي من قبل زوجها وهيا حامل بالشهر الثالث، قام بضربها وإيذائها جسدياً ونفسياً ولفظياً. تقول حياة: "لم أستطع البقاء في البيت بعدها، خرجت واطفالي الى بيت أهلي، كنت اعاني من الخوف والقلق وضيق التنفس وصداع وعدم قدرة على النوم."
وخلال هذه الفترة، بدأت حياة المشاركة في مختلف جلسات التوعية للناجيات من العنف والخدمات المتاحة والتي عقدتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع مؤسسة We Effect من خلال مشروع "تعزيز بيئة مراعية لمنظور النوع الاجتماعي في التنمية الريفية والقطاع التعاوني." كما انضمت إلى جلسات فردية وجماعية، بدعم من مرشدين متخصصين، حيث شاركت هي وغيرها من الناجيات قصصهن، ليلهموا ويدعموا بعضهم البعض. من خلال هذه الجلسات أصبحت حياة تشعر بالراحة والامان أكثر، كما أن جلسات التفريغ النفسي أعطتها القوة والدعم من اجل التواصل واكتساب مهارات جديدة للتعامل مع نفسها والبيئة المحيطة، وايضا زيادة الثقة بالنفس، والقدرة على المناقشة والاعتراض على اي شيء لا يعجبها، وأخيراً التعامل بإيجابية مع نفسها ومع المواقف التي تحدث معها. تقول حياة: "ان هذه القوة هي التي ساعدتها على تخطي هذه المرحلة مع أطفالها."
بعد انتهاء الجلسات وبعد التدخلات المستمرة من قبل عائلة الزوج والاصرار على عودتها الي البيت، رجعت حياة لبيت زوجها بعد أربع شهور من بقائها في بيت أهلها وبعدا انتهاء جميع الجلسات وخدمات الدعم النفسي والاجتماعي الخاصة بها، تقول حياة: "قررت العودة للبيت بعد أن أصبحت أكثر وعياً بحقوقي، وضعت شروط على زوجي لضمان حقي ولضمان نجاح حياتي بعد كل ما مررت به من ظروف. وافق زوجي على جميع هذه الشروط بشكل إيجابي."
لحسن حظ حياة، استطاعت أن ترجع أقوى من قبل، وتواجه زوجها من جديد وتفرض شروطها الخاصة لكي تضمن حياة كريمة آمنه لها ولأسرتها. كما استطاعت ان تثبت للكل ان المرأة لها حق ان تعيش في بيئة امنه وخالية من العنف، وايضا اهمية التركيز على نفسها والآليات التي تساعدها لتكون اقوى من تمارين وانشطة.
قصة حياة ليست الوحيدة، في الضفة الغربية وقطاع غزة، يقع نحو 30 في المئة من النساء المتزوجات ضحايا للعنف الجسدي من جانب أزواجهن، و14 في المئة من النساء اللواتي لم يتزوجن تعرضن للعنف من قبل أحد افراد الاسرة. ويبين أحدث مسح عن العنف بأن العنف النفسي مرتفع أيضا، يعاني منه أكثر من نصف النساء المتزوجات وما يقرب من 40 في المئة من النساء اللواتي لم يتزوجن من قبل. ولا يطلب أكثر من نصف هؤلاء النساء المساعدة، ويرجع ذلك إلى نقص معرفة لدى الكثيرات منهن بالمكان الذي يمكنهن التوجه اليه للمساعدة، وكثيرات بسبب الخوف من التداعيات. تشارك حياة قصتها الخاصة الآن مع ناجيات أخريات، على أمل إلهام ومساعدة النساء مثلها، وهي قدوة إيجابية للنساء في قريتها.
*حياة هو اسم مستعار يستخدم للحفاظ على الخصوصية والسرية.