تغريد أحمد عبد الله الناجي - عضوة مجلس ظل العوجا – أريحا
تعشق الأرض والشجر والماء، وتسبق شروق الشمس باكرا لتصحو وتنكش الأرض وتنظفها من الأشواك والحجارة، وتقلبها للشمس والريح، وتزرعها بخير الحياة من خضار وحبوب وفواكه. هي تغريد الناجي، سيدة من بلدة العوجا في محافظة أريحا والأغوار. تبلغ تغريد من العمر أربعين عاما، وهي أم ومزارعة وعضوة مجلس بلدي العوجا. تعمل هي وزوجها وأبناؤها السبع في الأرض التي تشكل مصدر دخل تعتمد عليه. كما تحمل تغريد شهادة دبلوم في إدارة الأعمال، وقد أنهت دورات متعددة في الحاسوب، واللغة الإنجليزية، وإدارة المشاريع الصغيرة، وحل النزاعات، ومهارات الاتصال والتواصل مع العديد من المؤسسات.
وعن تجربتها في مجال الحكم المحلي قالت تغريد "رشحتُ نفسي لعضوية مجلس بلدية العوجا في انتخابات هيئات الحكم المحلي عام 2017، وحصلت على الدعم من عائلتي وزوجي وأبنائي متحدية الموروث الثقافي الذي يحدد للمرأة أدوارا تقليدية ضمن الحيز الخاص؛ وفزت عبر التنافس على القوائم الانتخابية. كعضوة مجلس بلدي شاركتُ في عدة لجان منها الاجتماعية، والإعلامية، ولجنة الإشراف على المباني، مع أني تعرضت للضغط كي استلم لجنة المرأة والطفل كوني امرأة فأصريت على أن هذه اللجان التي انضممت إليها ليست حكرا على الرجل وأنني أستطيع العمل في جميع اللجان".
"تجربتي كعضوة بلدية نقلتني نقلة نوعية على صعيد حياتي وعائلتي ومجتمعي وأشعرتني بالقوة والثقة بالذات، وعمقت إيماني بضرورة تضافر جميع الجهود لمناصرة قضايا حقوق المرأة. ومن خلال وجودي في المجلس قمت بالتشبيك مع العديد من المؤسسات والجمعيات داخل القرية وخارجها، التي تعمل في مجال تمكين المرأة لخدمة النساء باتجاه تغيير واقعها للأفضل. كما قمت بالتعاون مع جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بتشكيل مجلس ظل في البلدة كوني امرأة صانعة قرار في البلدية؛ مما شجع النساء على كسر النمطية والمساهمة في خلخلة الفكر الذكوري المهيمن بأن البلدية للرجال. وقد تابع مجلس الظل أمورا تخص الخدمات مع البلدية وشاركت العضوات في عدد من اجتماعات المجلس وتعرفن على مهامه ومشاريعه وطرق عمله بعد أن كان ذلك مقتصرا على الرجال. هذه التجربة شجعتنا على المطالبة بزيادة عدد النساء في الهيئات المحلية في الانتخابات القادمة. وعلى المستوى الشخصي، فقد رفع دافعيني لتكرار التجربة بالانتخابات والمنافسة على كرسي رئيس المجلس وبذل اقصى جهدي لخدمة مجتمعي.
وفي فترة جائحة كورونا، ساهمتُ بتشكيل لجنة طوارئ نسوية في البلدة بالتعاون مع العائلات، وعضوات مجلس الظل بعد أن رفض رئيس البلدية والأعضاء مشاركتنا كنساء في لجنة الطوارئ. وكان لهذه اللجنة دور كبير في الوصول إلى أكبر عدد ممكن من العائلات المستورة وتقديم المساعدة لها. وعملت اللجنة أيضا على توفير الأدوية لعدد من المرضى بالتنسيق مع وزارة الصحة وبعض الصيدليات، ونفذت عدة زيارات إلى حواجز المحبة لتوزيع المياه والوجبات الغذائية".
من جهة أخرى، عملت اللجنة التي شكلتها تغريد مع نساء القرية على توزيع منشورات توعوية حول الإجراءات الوقائية للتعامل مع فايروس كورونا. كما قامت بتوعية النساء اللواتي يعملن في المستوطنات لاتخاذ التدابير الوقائية وتوجيههن نحو العمل في مشاريع خاصة بهن ليتمكن من إعالة أسرهن. وعن عمل مجلس الظل خلال أزمة كورونا أضافت تغريد "عملنا على توعية أهل القرية حول أهمية الزراعة والاهتمام بالحدائق المنزلية ووزعنا الأشتال على معظم بيوت البلدة. كما خرجت النساء بمبادرة جيدة بعنوان "بيت المونة"، والتي تمثلت بتشجيع النساء وإرشادهن إلى كيفية التخزين الصحيح لمنتجاتهن مثل تجفيف البندورة وصنع رب البندورة وتنشيف البامية، والملوخية، والحمص، وغيرها".
رسالة تغريد
"من المهم دعم النساء المزارعات في الأغوار وتعزيز صمودهن عبر تقديم مشاريع تنموية تنهض بواقعهن أمام خطة الضم الإسرائيلية، وأيضا المشاركة في حملات الضغط لمناصرة حقوق المرأة بقوانين عادلة في كل جوانب الحياة من الحكم المحلي، وقوانين الأحوال الشخصية، والعقوبات، وقانون حماية الأسرة من العنف".