مطرزات فلسطينية مغربية

من 5 موظفات إلى 42 موظفة

لم تتسم حياتها بأنها الأفضل، إلا أن ذلك لم يمنعها من تحقيق حلمها المنتظر منذ 16 عاما، فهي كانت تحلم بأن تملك مشروعا كبيراً تنشر من خلاله هويتها الفلسطينية بأناملها الخضراء.

في قطاع غزة، حلم تجلى على شكل مشروع للفلسطينية سهاد صيدم (43 عاماً)، يحمل اسم مطرزات فلسطينية مغربية، يعنى بحياكة الأثواب الفلاحية التقليدية.

لطالما سعت سهاد إلى تأمين احتياجاتها الأساسية هي وزوجها وأبنائها الأربعة من خلال مشروعها، وبدأت إلى جانب خمس موظفات يعملن في حياكة أثواب تقليدية وبيعها للزبائن في القطاع.

واجهت سهاد تحديات عدة في المشروع كان أبرزها السرطان، فبعد إصابتها وتشخيصها بالمرض اضطرت إلى مغادرة القطاع والذهاب للعلاج في مدينة القدس، وتقول: " الخوف سيطر بدل المرة مرّات، إلا أنّ الصبر كان سيد الموقف في كل مرّة".

لم تقو سهاد على إدارة مشروعها عن بعد، بعد مرحلة طويلة من التعب والإرهاق، إلا أنها كانت في كل مرة تواجه المرض بعزيمة وإصرار حتى شفيت من المرض، وقررت العودة لمشروعها وحلمها كونه مصدر الدخل الوحيد لها ولعائلتها.

بدأت سعاد بخمس موظفات، واليوم وصل عدد الموظفات اللواتي يعملن في المشغل 42 موظفة، وقررت أن يكون مشغلها المتواضع حاضنة لنساء مكافحات تغلبن على مرض السرطان.

"تلك النساء لا يعرفن فقط حياكة الأثواب الفلاحية بل التصميم العصري وحياكة الأثواب المدنية والمغربية والفلاحية وحتى البرازيلية، بالإضافة إلى عمل شبر الستان وتصميم الدمى، فكل واحدة من الموظفات تعمل في المجال التي تبدع فيه ويكون مصدر رزق لها ولعائلتها" تقول سهاد التي شاركت في عدة دورات تدريبية، كان اخرها عام 2021 مع المؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف في مجال تصميم الأزياء.

استطاعت سهاد افتتاح قسم خاص في مشغلها، تقوم فيه بتنظيم دورات تدريبية للفتيات في الحياكة والتصميم، يتعلمن خلالها أبسط الأمور ويتخرجن متمكنات من كافة تفاصيل الحياكة والتصميم، وفور انتهاء الدورة تقوم سهاد بتوظيف عدد من الفتيات اللواتي يمتلكن شغفا بالتصميم والحياكة.

عمل سهاد اتسم في بداياته بأنه محلي، ولكنها اليوم استطاعت تصدير منتجات المشروع إلى عدة دول، وكان لجائحة فيروس كورونا وقع كبير على التصدير كما تؤكد، إلا أنها عادت لبيع منتجاتها في عدة دول في أوروبا ودول الخليج وكندا والولايات المتحدة الأمريكية.

حلم سهاد لا يتوقف هنا، بل تطمح أن تصل مطرزاتها لكافة أنحاء العالم، لنشر الهوية الفلسطينية وتعزيزها بالزي الفلسطيني التقليدي والعصري والحديث، وتسعى لتسجيل مشروعها محليا وعالميا ليصبح اسم "مطرزات فلسطينية مغربية" مثل أي علامة تجارية عالمية.

يتم تسليط الضوء على قصة السيدة سهاد كجزء من مشروع "كسر قيود القواعد التمييزية من أجل دعم المشاركة الشمولية للمرأة في الاقتصاد"، والذي هو أحد تدخلات البرنامج الإقليمي "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة" في فلسطين والأردن ومصر، والذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالتعاون مع جمعية العمل النسوي، ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف.  ويأتي المشروع بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وبتمويل ومساهمة من حكومة السويد والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

There is an attachment
attach_fileAttachment