طموح بال حدود

طموح بال حدود

بقيت فكرة التعليم تراودني طول الوقت، ورغبت بتغيير نمط حياتي وقررت استكمل تعليمي.

في قرية راس كركر، شمال غرب مدينة رام الله، تتواجد الناشطة النسوية لمياء أو فخيذة، التي تسعى إلى الترشح لعضوية المجلس التشريعي.

تزوجت لمياء التي تنتمي لعائلة محافظة مكونة من سبعة إخوة وأخوات، وهي لم تكمل 14 عاما، وتوقف تعليمها عند الصف التاسع عام 1990.

تقول لمياء : "بعد مرور السنة الأولى لزواجي رزقت بابني الأول وهكذا أنجبت بقية أبنائي الخمسة، وعشت على مدار 14 عاما حياة اعتيادية ورتيبة ضمن عائلة ممتدة ككل العائلات الفلسطينية تحديدا في الريف".

كانت لمياء تطمح بعد زواجها الى استكمال تعليمها حيث تقول: "بقيت فكرة التعليم تراودني طول الوقت، ورغبت بتغيير نمط حياتي وقررت استكمل تعليمي في عام 2004، تواصلت مع معلمين في قريتي، اشتريت الكتب وبدأت القراءة، وتزودت بنماذج الاختبارات وأوراق العمل التي يقدمها الطلاب. درست برغبة ونهم، أسال الطلبة وأتقصى المعلومات، كل ذلك وأنا أقوم بتربية وتعليم أبنائي وترتيب أمور العائلة من غذاء وتنظيف وما إلى ذلك".

بعد اجتياز لمياء الثانوية العامة بنجاح، بدأت تنشط بجمعية العمل النسوي وهي جمعية تنموية تأسست عام 1994، وتعمل على حشد طاقات النساء حول حقوقهن الوطنية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية والتمكين الاقتصادي لتعزيز مشاركة النساء في الحيز العام، من رام الله إلى بقية المحافظات، وتركز عملها مع النساء في المناطق الريفية.

من خلال برنامج الادخار والتسليف الذي نفذته الجمعية واستهدف ثماني قرى في رام الله من بينها رأس كركر، استطاعت لمياء المشاركة والتعرف على مناضلات نسويات، إذ تقول: "شاركت بالعديد من الندوات مع 25 امرأة في قريتي وخارجها نتدرب على إدارة المشاريع الصغيرة وكيفية وضع الموازنات وعلى جدوى المشاريع، سواء زراعية، أو تربية دواجن، أو قرطاسية".

"وحضرت تدريبات تعرفت من خلالها على حقوق المرأة، وفهمت أنني مارست الحق بالتعليم. تعرفت على بنود اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز، بدأت التفكير بشكل مختلف، أنظر إلى نفسي كإنسانة كاملة الحقوق، أصبحت أدرك معنى المساواة والعدالة والكرامة كان مفرحاً لي عندما لمست وزميلاتي كيف تحسنت أوضاعنا في مجموعة الادخار والتسليف، كل منا تشرف على مشروعها وتساعد بنصح وإرشاد الاخريات، سعيدة للقول أن اثنتين من المجموعة أصبحن عضوات مجالس محلية".

حصلت لمياء عام 2010 على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية، وباشرت أنشطتها في العمل النسوي في قريتي راس كركر وخارجها. وتضيف السيدة أبو فخيدة بأنها جابهت وناشطات أخريات المعارضة لنشاطها "من بعض المحافظين المتشددين في قرانا"، لتواصل العمل مع أخريات بشكل جماعي نظراً لإيمانها بأن حقوق النساء مترابطة.

تطور العمل وساهمت لمياء في تشكيل مجموعة نسوية تعاونية زراعية للأعشاب الطبية بهدف تعزيز صمود السكان على الأرض، خاصة وأن "قريتنا تتعرض دائماً لهجمات المستوطنين، ومن أجل تأمين دخل للنساء، ورفع الوعي بأهمية الأعشاب الطبية والحفاظ على البيئة، بعد التدريب وتوفر الإسناد من جمعية العمل النسوي، زرعنا قطعة من الأرض باللافندر."

الآن، وبعد أن أصبحت جدة لثلاثة أحفاد، تسعى السيدة لمياء أبو فخيدة إلى الوصول إلى مراكز صنع القرار، بعد أن أصبحت مرشحة لعضوية المجلس التشريعي للدورة القادمة وتقوم حالياً بالتحضير لبرنامج وحملة انتخابية مقنعة: "أحضر اجتماعات في رام الله، وأشارك بالعديد من الأنشطة والفعاليات والحملات الوطنية والنسوية الحقوقية مثل الأجر المتساوي للعمل المتساوي والحد الأدنى للأجور، انتخبت عضو هيئة إدارية في جمعية العمل النسوي".

وتختم لمياء حديثها: "حرصت كثيرا على أن تحصل ابنتي عل شهادتها الجامعية قبل الزواج، وأساعد ابنائي لشق طريقهم بالاعتماد على خياراتهم وقدراتهم".

يتم تسليط الضوء على قصة السيدة أبو فخيدة كجزء من مشروع "كسر قيود القواعد التمييزية من أجل دعم المشاركة الشمولية للمرأة في الاقتصاد"، والذي هو أحد تدخلات البرنامج الإقليمي "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة" في فلسطين والأردن ومصر، والذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالتعاون مع جمعية العمل النسوي، ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف.  ويأتي المشروع بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة بالتعاون مع منظمة العمل الدولية وبتمويل ومساهمة من حكومة السويد والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا).

There is an attachment
attach_fileAttachment