تعرّفوا على مهندسة الميكانيك ألكسندرا عوّاد
لطالما كانت ألكسندرا شغوفة بالسيارات وبأية تفاصيل تتعلق بها وبمواصفاتها.
كان هذا الشغف سبباً رئيسياً لان تقوم الكسندرا باختيار دراسة هندسة الميكانيك في الجامعة لدى إنهائها مرحلة الدراسة الثانوية سنة 2010، بالإضافة إلى رغبتها في دراسة تخصص مطلوب في سوق العمل، كما تقول.
وتضيف ألكسندرا، البالغة من العمر 28 عاماً، أنها أرادت أيضاً دراسة تخصص لا تقبل عليه سائر الفتيات.
"جميع الفتيات يدرسنّ إما تجارة، أو ترجمة، أو قانون، وعند التخرّج يواجهن العديد من الصعوبات في إيجاد وظيفة، لذلك قررت دخول هذا التخصص".
ولدى بدئها دراسة هندسة الميكانيك في جامعة بيرزيت، توقعت عواد أن تكون الفتاة الوحيدة، لكنها فوجئت بوجود أكثر من عشر فتيات يدرسن معها هذا التخصص في دفعتها.
ترى عواد أنه رغم أن هذا التخصص يعتبر غير اعتيادي لأن تلتحق به الفتيات، إلا أنّه لا يوجد مانع ولا عائق لدراسته. حيث تضيف قائلة: "أعتبر تخصص الهندسة الميكانيكي مثله مثل أي تخصص. وبإمكان أي فتاة دراسة الهندسة الميكانيكي".
وتقول بأنها ترى أن ما يمكن للرجل عمله، بإمكان الفتاة القيام به أيضاً. ليس هذه فقط، بل بإمكان الفتيات أن يتقن العمل أكثر بكتير من الرجل كونهن ينتبهن للتفاصيل.
حين قررت عواد دراسة هذا التخصص، لاقت دعم من أمها وأبيها بشكل كبير، قائلين: "هي حياتك، وأنتي حرّة".
إلا أنّ ذلك لا يعني أنّها لم تتلقى أي تعجّب مَن حولها من أشخاص تفاجئوا باختيارها هذا التخصص: "العديد من الأشخاص تفاجئوا كوني أعمل في مركز صيانة سيارات كمهندسة ميكانيكية". لكن هذا لم يؤثر ذلك على عملها البتّة، بل تقول أنّه مهما كانت الوظيفة التي ستعمل فيها الفتاة وفي أي تخصصٍ كان، من المتوقع أن تواجه انتقادات كونها فتاة وتعمل. "لذلك، أهم ما في الأمر أن تقوم الفتاة بدراسة التخصص الذي يتناسب مع فكرها، وأن لا تستمع لآراء الناس كونها ليست مهمّة".
عندما تخرّجت ألكسندرا من الجامعة، لم تواجه مشكلة في إيجاد وظيفة، بل كلّما تقدّمت لوظيفة، لاقت قبولاً من شركات السيارات بتوظيفها.
تعمل عواد الآن في مركز صيانة شركة سيارات ألمانية في مدينة البيرة الصناهية ومنذ ما يقارب 6 سنوات. تتعامل كل يوم مع أشخاص بمختلف الخلفيات والمعتقدات، وتقول: "ما أحبه في عملي هو تواصلي مع كل من الزبون، الميكانيكي، الكراجات، والمهندسين".
فالكسندرا عواد حلقة وصل بينهم جميعاً في سبيل إنجاز العمل بإتقان. وباتت لا ترى هذا التخصص غريب كون عملها مكتبي. وتضيف: "عندما لا يكون هناك ضغط عمل، أذهب لمساعدة الميكانيكي وأتعلّم أمورا جديدة في السيارات".
وتضيف ألكسندرا حول تأثير جائحة كورونا عليها بأنها لم تؤثر بالشكل المباشر، إلا أنّ الجائحة أثّرت في عدم انتظام دوامها في الشركة كونه لا يمكن استكمال وظيفتها عن بعد. وتضيف: "عندما كان هناك إغلاقٍ شامل، كنا نعطّل الدوام حسب القانون، وعندما يتم تخفيف إجراءات الاغلاق في المدينة، كنا نعود لعملنا في الشركة". وأخيراً، تتمنى ألكسندرا انتهاء هذه الجائحة عن قريب ليتمكّن كافة المواطنين العودة لحياتهم الطبيعية وللآمان الاقتصادي والصحي الذي كان الوضع عليه من قبل.