تعرّفوا على قصة نجاح القابلة، رنين الشريف من بيت لحم

رنين الشريف تحقق حلمها بالعمل كقابلة

وأكثر من أربعين ممرض وممرضة يلتحقون بوظائف

القابلة رنين من بيت لحم

القابلة حنين الشريف تقدم الرعاية المطلوبة لطفلة حديثة الولادة في مستشفى وليد الناظر للتوليد – صورة خاصة بالمؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف

 

ضمن أنشطة مشروع "كسر قيود القواعد التمييزية من أجل دعم المشاركة الشمولية للمرأة في الاقتصاد"، والذي هو أحد تدخلات البرنامج الإقليمي "تعزيز العمل الإنتاجي والعمل اللائق للمرأة" في فلسطين، والأردن، ومصر والذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالتعاون مع جمعية العمل النسوي، ومؤسسة التعليم من أجل التوظيف – فلسطين. حيث يأتي هذا المشروع بدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة وبالتعاون مع شركائهم؛ منظمة العمل الدولية وبتمويل ومساهمة من حكومة السويد والوكالة السويدية للتعاون الإنمائي الدولي (سيدا):

 

رنين الشريف تحقق حلمها بالعمل كقابلة

وأكثر من أربعين ممرض وممرضة يلتحقون بوظائف

رنين الشريف، ليست كالكثير من الفتيات الأخريات اللاتي يحلمن بأن يصبحن مهندسات أو طبيبات. بل لطالما حلمت أن تصبح ممرضة، وبالأخص "قابلة".

عندما كان أحد يسأل رنين عمّا تريد أن تكون عندما تكبر، كانت إجابتها دائماً: "أريد أن أصبح قابلة". وتضيف قائلة: "الجميع يريد أن يصبح دكتور ومهندس، ولكنني لم أرَ نفسي في تلك المجالات، بل رأيت نفسي في تخصص أعرف أنني سأشعر فيه بالطمأنينة والمسؤولية والسعادة."

وتعزو رنين رغبتها هذه لشغفها وحبّها للأطفال ولمساعدة الآخرين: "أجمل شعور ممكن أن نشعر به، هو عند الشهادة على ولادة مولود جديد وقدومه للحياة!"

وبالفعل، بعدما أنهت مرحلة الثانوية العامة، التحقت بجامعة بيت لحم وتخصصت بالتمريض الذي كانت على الدوام تحلم به.

بعد تخرجها من الجامعة عام 2019، واجهت رنين صعوبة في إيجاد وظيفة في مجال تخصصها، وشعرت بكونها غير محظوظة مثل أخريات كُثُرمن دفعتها حصلن على فرص عمل. إذ بقيت دون وظيفة لأكثر من عام وهي تبحث، ولكن دون جدوى.

لاحقاً، حصل تغيير في حياة رنين عبر حصولها على فرصة تدريب على رأس العمل لمدة ثلاث شهور في مستشفى ولادة بمدينة رام الله مع المؤسسة الفلسطينية التعليم من أجل التوظيف وبالشراكة مع مؤسسة جذور للإنماء الصحي والاجتماعي، تحت مشروع فاينينس فور جوبز.

ومن الجدير بالذكر أن البرنامج هذا يشمل تدريب مائة ممرض وممرضة من الضفة الغربية والقدس، أكثر من 75% منهم إناث. وبعدما حضر المتدربون 40 ساعة تدريبية في دخول سوق العمل، و60 ساعة تدريبية في مجال التمريض واللغة الإنجليزية في مجال التمريض، تلى ذلك تدريب على رأس العمل والذي بدوره أفسح المجال لرنين إيجاد وظيفة.

وعلى الرغم من بُعد المستشفى الذي تعمل فيه عن مدينتها بيت لحم، إلا أنها اعتبرت هذا الأمر نوعا من التحدي والذي مكّنها من الاعتماد على نفسها ليس مادياً فقط، بل ومعنوياً، لتتعلم كيف تتحمل المسؤولية وتصبح أقوى.

تقول رنين بأن فترة التدريب كانت ممتعة على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد المهني، حيث منحها التدريب فرصة تطبيق ما تعلمته نظرياً في الجامعة بشكل عملي في المستشفى.

ونظرا لنجاح هذا التدريب المدفوع، عرض عليها المستشفى فرصة العمل بدوام كامل، حيث تعمل رنين في الوقت الحالي في المستشفى وهي سعيدة بذلك.

تعلق عن أسعد لحظات حياتها بقولها: "اللحظة التي ساعدت فيها أم خائفة أثناء ولادتها، وعندما رأيت تلك الرضيعة تأتي إلى الحياة!"

 

وتعبر رنين عن رضاها عن المسار المهني الذي إختارته: "هناك العديد من الزميلات اللواتي فضلن الزواج وتربية الأطفال على العمل .لا أرى مشكلة في ذلك اطلاقاً، بل احترم الأمهات اللواتي يعرفن ترتيب أولوياتهنّ. لكنني لا أرى نفسي مستقبلاً – بعد الزواج – قادرة على التوقف عن العمل. بل سأرتب أولوياتي، ووقتي مثلما تعلّمت من البرنامج التدريبي في مجال التمريض مع المؤسسة الفلسطينية للتعليم من أجل التوظيف".

فرنين تعتبر عمل الفتاة أمر مهم جداً، مهما كان الوضع المادي لها ولزوجها أو عائلتها. إذ يجب على المرأة الإعتماد على نفسها، ليكون لها باب رزق دون الاعتماد فيه على أحد أو معيل. وتضيف: "لطالما سمعنا عن أمهات وزوجات يصرفن على بيوتهنّ لعدم تمكّن الزوج من العمل ".

وتعتبر رنين أن الحظ بات بجانبها بعد أن خشيت لفترة بعد التخرج من تخليه عنها، وتقول أنه مثلما تحقق حلمها، بإمكان جميع الفتيات تحقيق أحلامهنّ: فقط عبر الإيمان بأنفسهنّ والعمل على أنفسهنّ للوصول لما يطمحن. كما تضيف: "لا تتركوا مجالا للخوف بأن يسيطر عليكنّ ".

وتدلل على ذلك بقولها إنها تلقت التدريب في أوقات صعبة خلال جائحة كورونا، لكنها لم تدع ذلك يقف بطريق تحقيق حلمها وطموحها، بل جعلها أقوى، ومنتبهة أكثر لكثير من للتفاصيل لكونها في خط الدفاع الأول عن الوطن. "وجود جائحة لم يعني إطلاقاً أن اتوقف عن عملي أو حتى تدريبي، لأجلس في المنزل إلى أن تنتهي هذه الأزمة ". بل قررت أن أجابه التحدي لأكون أقوى وعلى قدر كبير من المسؤولية.

وبالنهاية، مسار رنين لم ينتهي هنا، بل تطمح بأن تصبح أماً للعديد من الاطفال، وأن تكمل تعليمها لتحصل على شهادتي الماجستير والدكتوراة في مجال التمريض في الخارج، لتعود بعد ذلك لأرض الوطن لتفيد وطنها مجتمعها وعائلتها.

وتضيف قائلة: "لا يهمني إن كنت أعمل في وظيفة تقليدية أو غير تقليدية، بل ما هو مهم أنني أعمل وسعيدة في عملي، وعند النوم كل ليلة، أشعر بالفخر كوني اخترت هذا التخصص". 

يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف