فتحية الزواوي..رحلة شاقة تكللت بالنجاح

فتحية الزواوي..رحلة شاقة تكللت بالنجاح

 

 قلبت المعاناة التي عاشتها فتحية الزواوي من قرية قراوة بني زيد حياتها لتصبح امرأة ناجحة في كل مجال عملت به، بدءا من إكمال التعليم لتحصل على دبلوم في التمريض الذي عملت به لأكثر من 16 عاما، الى افتتاح مشروعها الخاص الذي يعتبر من أنجح المشاريع في قريتها والقرى المحيطة.

الزواوي واحدة من نساء فلسطين اللواتي عانين الأمرين من الاحتلال إلا أنها لم تستلم، وذلك بسبب مطاردة الاحتلال لزوجها مدة ثلاث سنوات ومن ثم اعتقاله لأربع سنوات داخل أحد سجون الاحتلال، فوجدت الزواوي نفسها امام تحديات كبيرة سواء من المجتمع او من المحتل، ورغم ذلك قررت المضي قدما وهي تنتظر تحرر زوجها الذي قدم لها الدعم الكامل والسند، فأكملت تعليمها وعملت ايضا لتعيل نفسها.

 

  • النضال النسوي والوطني

 لم تتوانى فتحية الزواوي يوما عن النضال من أجل حقوق النساء في قريتها، وكذلك ضد الاحتلال، وايضا من أجل تحقيق حياة اقتصادية مستقلة للنساء وتقديم يد العون لهن في كافة مناحي الحياة سياسيا، اجتماعيا، واقتصاديا، شغلت زواوي عضوية عدد من جمعيات ومؤسسات القرية منها المجلس القروي، جمعية المرأة للعمل الاجتماعي، ومجلس أولياء الأمور، وكذلك عضو في مجلس الديوان للثقافة والتراث، إضافة لكونها عضوا مؤثرا في مجالس ظل.

  • اختلاف مشاركة النساء بين الماضي والحاضر

 أشارت الزواوي الى أن نشاطها وتطوعها في الجمعيات والمؤسسات وبخاصة ما يتعلق بالعمل النسوي والاجتماعي ساهم في توعية وارشاد الأهالي من خلال مجالس اولياء الأمور إضافة لمساعدة الهيئة التدريسية في مدارس القرية لحقوقهم وواجباتهم، إضافة الى مساهمة العمل الجمعي والنسوي بشكل كبير في توعية وتثقيف النساء سياسيا، اجتماعيا، واقتصاديا.

 في حديثها عن أثر مجالس الظل في الحياة الاجتماعية والسياسية واختلافها بين الماضي والحاضر قالت الزواوي: " إن مشاركة النساء قديما مختلفة من حيث الكم والنوع فهي اقل بكثير من اليوم، اما اليوم فتعتبر المشاركة أكبر وأوسع بسبب وعي النساء بحقوقهن وواجباتهن ودورهن في الحياة والمجتمع بشكل عام.

وأكدت الزواوي بان عضويتها في مجالس الظل ساهمت في دفعها للمشاركة في انتخابات المجالس البلدية لتصبح عضوا فاعلا في مجلس القرية.

 

  • صالة أفراح

 عقب عملها في مجال تخصصها لأكثر من 16 عاما، قررت الزواوي ان تبدأ عملها الخاص الذي لطالما حلمت به لتحقق ذاتها وحريتها، تقول الزواوي :" إن فكرة مشروعها الخاص انطلقت من رؤيتها لحاجة القرية لصالة تساهم في تسهيل إقامة الأفراح لشبان وشابات القرية الذين كان اعتماداهم على صالات أفراح القرى المجاورة، وايضا من شغفها للتعامل مع كافة فئات المجتمع وان تكون قريبة من الناس في التعامل اليومي"، واضافت الزواوي" أن هذا العمل أقرب لها ويشعرها بالسعادة من خلال مشاركة الناس بالأعمال المجتمعية لذلك عملها في صالة الأفراح يشعرها بالرضا والسعادة"، تغطي الصالة قريتي قراوة بني زيد وكفر عين ايضا كونها تقع بالوسط ما بين القريتين.

أكدت الزواوي أن "المشروع الخاص والنجاح في المجال الاقتصادي للمرأة أفضل بالنسبة لي من كل النواحي من حيث تحقيق الذات والاستقلالية، المساهمة في تشغيل ايدي عاملة، المساهمة في تحسين الدخل المادي للأسرة"

 

  • نساء القرية

 قالت الزواوي: "إن نساء قريتها يعتبرن من المحظوظات وذلك لوجود عدد من المؤسسات النسوية اللاتي ساهمن في تشكيل وعي حقيقي لهن، وناضلن لتحصل نساء القرية على حقوقهن السياسية والاجتماعية"، إضافة لتشجيع النساء في القرية لتحقيق ذاتهن في المجال الاقتصادي وفتح عدد من المشاريع الاقتصادية التي تدر أرباحا تساهم في تحسين دخل العائلات.

ختمت الزواوي القول: "بأنها تعتبر رحلتها منذ بدايات النضال وحتى هذه اللحظة بالرحلة الشاقة التي تكللت بالنجاح سواء على مستوى الشخصية من خلال الثقة بالنفس ومواجهة المجتمع، او من خلال تحقيق حرية اقتصادية، ودعت الزواوي كل سيدة لأن يكون لها مشروعها الخاص فتكون هي الرحلة وهي النجاح بحد ذاتها".

 

يأتي توثيق هذه القصص للنساء والشابات بهدف تعميم تجاربهن في مجال المشاركة السياسية ضمن حملة المناصرة والتوعية على مشروع تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، بتمويل من حزب الوسط السويدي CIS.

There is an attachment
attach_fileAttachment