المرأة الفلسطينية والنكبة..معاناة مستمرة ونضال لا يتوقف
شكلت نكبة العام 1948 وتهجير أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني وتدمير ما يقرب من الخمسمائة قرية فلسطينية، وقتل المئات من الفلسطينيين والفلسطينيات على أيدي عصابات الإجرام الصهيوني، الوريث الشرعي لحركات الاستعمار العالمية، محطة لا يمكن تجاهلها في السياق التاريخي للشعب الفلسطيني بكافة مكوناته. فقد أدت النكبة إلى تغيير جذري في نمط حياة الفلسطينيين والفلسطينيات وتحولات بنيوية لا تزال تلقي بظلالها على المجتمع الفلسطيني في كافة أماكن تواجده. فقد انتقل الفلسطينيون والفلسطينيات من مجتمع في مرحلة التشكل في فترة ما بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية وأفول الإمبراطورية العثمانية، إلى مجموعات من اللاجئين واللاجئات موزعة في جزء من وطنها وفي الدول المجاورة. كما رافقت عملية اللجوء تغييرات جوهرية في نمط حياة الفلسطينيين والفلسطينيات وخاصة في المجال الاقتصادي. فمن مجتمع يعتمد الزراعة كمكون أساسي في اقتصاده الوطني، إلى مجتمع يسعى للركض خلف ما يتاح للاجئين واللاجئات من فرص عمل تجود بها حكومات دول الشتات. كما أن اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه بتلك الطريقة، قد أدى إلى تدمير الحياة الثقافية للمجتمع الفلسطيني والتي بدأت تتضح ملامحها منذ عشرينات القرن الماضي. ويكفي هنا الإشارة إلى انتشار الصحف اليومية والمسارح والمؤسسات الثقافية في مرحلة ما قبل النكبة، والتي كانت كفيلة أن تشكل الأساس لمشروع ثقافي وطني فلسطيني يضع الفلسطينيين والفلسطينيات في مصافِ الدول المتقدمة، في ذلك الحين، فيما لو قدر لها البقاء والاستمرار ولم تتعرض للتدمير، كما هو حال أغلبية مقدرات الشعب الفلسطيني في تلك الفترة. كما أن النكبة قد أدت إلى تدمير الهياكل والبنى المجتمعية والنقابية التي ظهرت في فلسطين قبل العام 1948 كدليل على مستوى التقدم الذي كان يتمتع.....
الورقة كاملة في المرفقات..