زينب يعقوب صنوبر


زينب يعقوب صنوبر
، ٢٨ عاماً، من بلدة يتما جنوب نابلس، متزوجة وأم لطفلين، حاصلة على البكالوريوس في أساليب تدريس الرياضيات من جامعة القدس المفتوحة بتقدير امتياز.

منذ نشأتها وتشكّل وعيها، وهي تُلاحظ تردي الخدمات العامة والبنية التحتية في بلدتها، خصوصاً الكهرباء والشوارع وغيرها. والأهم من ذلك، غياب أو تغييب دور الشباب عن إدارة شؤون البلدة. تقول زينب: "كُنت مُغتربة، لمدة ثلاث سنوات في دولة الإمارات العربية المتحدة برفقة زوجي، رجعت للبلدة، ووجدتها كما هي".

في أواخر عام ٢٠٢١، وبعد إعلان السلطة الفلسطينية عن عقد الانتخابات المحلية كان هناك فكرة لدى مجموعة من شباب وشابات البلد الغيورين/ـات والراغبين/ـات بتحسين الوضع الخدماتي للبلدة، أن يكونوا جزء من تغيير الواقع الخدماتي في البلدة بخوض الانتخابات. كان زوجي أحد الداعمين للفكرة وشجعني على المشاركة والترشح في القائمة الشبابية. في البداية رفضت الأمر بشكل مطلق، فأنا كنتُ مغتربة، ولم يمضِ على عودتنا سوى بضعة أشهر.

ثمّ فكرتُ بعد إقناع زوجي واستشارة والدي الداعم لي دائماً أنه لا بد للشباب من خوض التجربة ولا بد لمن لديه أفكار وحرص على التغيير أن يمارس العمل. تقول زينب: "أنا أؤمن بضرورة مشاركة المرأة في العمل الاجتماعي والمؤسساتي، فهي قادرة على القيام بدور مهم وعليها واجب تجاه المجتمع كغيرها".

مع بداية إعلان الشباب عن نيتهم خوض الانتخابات بدأت الضغوطات الكبيرة التي مارستها جهات عديدة من أجل إجهاض الفكرة قبل أن تبدأ، فالعديد من القوى الاجتماعية والعائلية كانت تميل إلى تحييد الخيار الديمقراطي والاتجاه نحو التوافق على قائمة أو مجموعة معينة، الذي لم ينظر له الشباب والشابات في البلدة سوى أنه شكل من أشكال التوريث المقيت ولا يزيد الوضع الخدماتي سوى مزيداً من التردي والتراجع.

تقول زينب: "العديد من محاولات الإحباط والحكم المسبق بالفشل والعراقيل وضعت في طريقنا. في المقابل، كان هناك إصرار من الداعمين لنا والمرشحين وأنا واحدة منهم، على المضي قدما في ممارسة الخيار الديمقراطي ليتسنى للناس اختيار ممثليهم بحرية".

عملت زينب، بمشاركة زملائها المرشحين على حملة مضادة لإقناع الناس بقدرة الشباب وبضرورة ممارسة الخيار الديمقراطي، واستطاعت قائمتها التي سميت باسم "شباب البلد" وضمت شبابا أعمارهم بين السادسة والعشرين والسابعة والثلاثين، أن تحقق فوزاً كاسحاً وأن تحصل على ثقة الناس.

وهنا بدأت تحديات من نوع آخر من أجل تنفيذ الوعود التي قطعها مرشحو/ـات القائمة لأهل البلدة، حسب وصف زينب. لذا، بالتعاون مع جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، ساهمت زينب في تذليل عقبات إنشاء مجلس ظل لمجلس قروي يتما، ليكون جسر التواصل بين نساء القرية والمجلس لمحاولة إيجاد حلول للمشاكل التي تطرحها النساء. تقول زينب: "عملتُ على إيصال مختلف المشاكل لزملائي في المجلس القروي، وكان أهمها مشكلة الكهرباء التي جرى معالجة جزئية لها، في حين تواصلت الجهود مع وزارة الحكم المحلي ويتوقع أن يكون هنالك حل جذري لمشكلة الكهرباء مع أواخر شهر آذار للعام 2023".

أيضاً من المشاكل التي تمت مناقشتها مع مجلس الظل، والعمل على إيجاد حلول لحلها، ترميم المدارس، وتعبيد وإعادة تأهيل الطرق في البلدة.

وتعقيباً على التحديات التي تواجها زينب كامرأة عاملة وعضوة مجلس قروي، تقول زينب: "كان هناك الكثير من التحديات، كنتُ أعمل في مدرسة خاصة وبعدها انتقلت للعمل كمعلمة بديلة في مدارس وزارة التربية والتعليم، ولدي مسؤوليات أسرية تجاه بيتي وأولادي والكثير من الواجبات الاجتماعية. كل ذلك، يتعارض مع أنشطة ومسؤوليات المجلس القروي مما يشكَّل معيقا لي في بعض الأحيان، ولكن مع تنظيم للوقت وتحديد للأوليات، وتطبيق بعض المهارات التي تعلمتها من البرامج التدريبية التي التحقت بها مؤخراً، بالإضافة الى تفويض الزميلات في مجلس الظل ببعض المهام، استطعت التغلب على كثير من هذه التحديات".

شاركت زينب في العديد من البرامج التدريبية التي نظمتها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لعضوات المجالس القروية، وعضوات مجالس الظل، وكذلك عضوات المنتدى الشبابي. وقد كان لهذه التدريبات أثر كبير في صقل شخصيتها ودعمها باتجاه المشاركة بشكل أكبر في العمل السياسي والمجتمعي ودوائر صنع القرار، واكتسبت زينب معارف ومهارات واتجاهات جديدة، طبقتها في حياتها العملية والاجتماعية.

تقول زينب: "استفدت كثيراً من برامج تبادل الخبرات بيني وبين العديد من عضوات المجالس في البلدان الأخرى، التي كانت جمعية المرأة العاملة تنظمها، تعلّمتُ أنني لابد أن أؤمن بنفسي وأن أركز على جوانب القوة في شخصيتي وأطوّرها وأتحدى أي ظروف من الممكن أن تواجهني كوني امرأة في مجتمع ربما يؤمن الغالبية العظمى منه بأنها ضعيفة ولن تستطيع فعل شيء ذات قيمة".

تُحب زينب الكتابة، وقد شاركت في مسابقات قصصية وروائية وكتابة لمقالات عديدة، وحصلت على المركز الأول في أكثر من مسابقة. كما تم نشر بعض القصص التي كتبتها في كتب خارج فلسطين، وقد قامت زينب بتصميم غلاف لهذه القصص بنفسها. وكل ذلك قد تعلمته زينب الكترونياً على منصة اليوتيوب، أثناء فترة الحجر من كوفيد-19، والتي استغلتها زينب في غربتها بقراءة الكتب المفيدة، ومنها كتاب عن استراتيجيات التعلم التي قامت بتوظيفها خلال مهنتها كمعلمة لجعل مادة الرياضيات مادة سلسلة وممتعة. وقد نشرت زينب على صفحتها على منصة الفيس بوك العديد من هذه الاستراتيجيات بعنوان "تعلم معي الرياضيات" لتعمّ وتنشر الفائدة للجميع.

تنصح زينب الفتيات والنساء، فتقول: "رسالتي للفتيات والنساء بشكل عام، ثقي بنفسك ولا تلتفتي للمعيقات، بل امضي قدما نحو هدفك، حتماً ستصلين بإذن الله".

 

يأتي توثيق هذه القصص للنساء بهدف تعميم تجاربهن في مجال المشاركة السياسية ضمن حملة المناصرة والتوعية على مشروع تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، بتمويل من حزب الوسط السويدي CIS.

 

 

 

 

There is an attachment
attach_fileAttachment