البيان الصحفي الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الحقوقي-المؤتمر يطالب بتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف الإبادة في غزة ويعلن تضامنه الكامل مع النساء السودانيات
البيان الصحفي الختامي الصادر عن المؤتمر الوطني الحقوقي
"شمولية المشاركة السياسية والحماية للنساء والشابات الفلسطينيات… معًا نصنع التغيير"
المؤتمر يطالب بتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة لوقف الإبادة في غزة ويعلن تضامنه الكامل مع النساء السودانيات
رام الله - 11 تشرين الثاني 2025
نظّمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية يوم الثلاثاء 11 تشرين الثاني 2025 في قاعة الغرفة التجارية بمدينة رام الله المؤتمر الوطني الحقوقي تحت عنوان "شمولية المشاركة السياسية والحماية للنساء والشابات الفلسطينيات... معًا نصنع التغيير"، الذي جاء انعقاده متزامنًا مع الذكرى الخامسة والعشرين لاعتماد أجندة المرأة والسلام والأمن وقرار مجلس الأمن رقم 1325، في سياق وطني وإنساني معقد تشهد فيه فلسطين حرب إبادة جماعية متواصلة على قطاع غزة، بمشاركة أكثر من 110 مشاركة ومشارك من عضوات مجالس الظل والمجالس المحلية، وناشطات شابات، وأعضاء منتدى النوع الاجتماعي في الحكم المحلي، إضافة إلى مرشحات محتملات للانتخابات المحلية القادمة، وممثلين وممثلات عن مؤسسات حكومية وأهلية ومنظمات مجتمع مدني، وقادة سياسيين ومجتمعيين.
المؤتمر يوجه نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي: تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فورًا
في موقف حاسم وواضح، وجّه المؤتمر نداءً عاجلاً وصريحًا للمجتمع الدولي، مطالبًا بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في وقف جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وبتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة فورًا ودون تأخير. وأكد المشاركون والمشاركات أن هذا الفصل يُلزم المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فورية وملزمة لحماية المدنيين والمدنيات، ومحاسبة إسرائيل على انتهاكاتها الجسيمة والممنهجة للقانون الدولي الإنساني، وعلى الجرائم الموثقة والمروعة ضد النساء والأطفال في قطاع غزة.
وشدد المؤتمر على أن الصمت الدولي المستمر إزاء هذه الجرائم لم يعد مقبولاً، بل يمثل تواطؤًا صريحًا مع آلة الحرب والإبادة الإسرائيلية، وأن استمرار العدوان على غزة وارتكاب جرائم الإبادة الجماعية على مرأى ومسمع من العالم يكشف الفشل الذريع للآليات الدولية القائمة في حماية المدنيين وإنفاذ القانون الدولي. ورأى المشاركون والمشاركات أن تفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة يشكل اختبارًا حقيقيًا وحاسمًا لجدية المنظومة الدولية ومصداقيتها في حماية السلم والأمن العالميين، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود طويلة دون رادع أو محاسبة.
وأكد المؤتمر أن النساء والأطفال في قطاع غزة يشكلون الفئة الأكثر تضررًا من هذه الحرب الوحشية، حيث يتعرضون لأبشع أشكال العنف والقتل والتشريد والحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة، ما يستدعي تدخلًا دوليًا حازمًا وفوريًا يستند إلى الفصل السابع من الميثاق لوضع حد نهائي للانتهاكات الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني، وضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم أمام العدالة الدولية. ودعا المؤتمر جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية والإقليمية، والقوى الحرة في العالم، إلى الضغط من أجل تفعيل هذا البند العاجل، وعدم السماح باستمرار الإبادة الجماعية تحت أي ذريعة أو مبرر.
تضامن كامل ومبدئي مع النساء السودانيات: نضال واحد ضد العنف والحروب
وفي موقف إنساني ونسوي مبدئي، أعلن المؤتمر تضامنه الكامل وغير المشروط مع النساء السودانيات الشقيقات اللواتي يواجهن أهوال الحرب الدموية المستمرة في السودان، لا سيما في الخرطوم ودارفور والفاشر وكردفان، حيث تتعرض النساء والفتيات لأشكال متعددة ومروعة من العنف الجنسي والجسدي، والنزوح القسري، والانتهاكات الجسيمة والممنهجة لحقوقهن الإنسانية الأساسية.
وأكد المؤتمر أن الصراع المسلح الدائر في السودان خلّف آثارًا مدمرة وكارثية على النساء والفتيات، اللواتي يجدن أنفسهن بين براثن الفقر المدقع، والعنف المتفشي، وفقدان الأمان الكامل، في ظل غياب شبه تام للحماية والخدمات الإنسانية الأساسية والرعاية الصحية والنفسية. وشدد المشاركون والمشاركات على أن معاناة النساء السودانيات تتطلب استجابة دولية عاجلة وفعالة، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الجندرية للنزاع وتأثيراته المختلفة على النساء والفتيات.
ودعا المؤتمر بقوة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية والمجتمع الدولي بأسره إلى التحرك العاجل والفوري لوقف النزاع المسلح في السودان، وضمان حماية فعلية وشاملة للمدنيين والمدنيات، والعمل الجاد على معالجة جذور الأزمة بشكل مستدام وعادل يأخذ في الاعتبار البعد الجندري، ويكفل الإشراك الحقيقي والفعال للنساء السودانيات في مفاوضات وقف إطلاق النار، وفي جميع عمليات بناء السلام وإعادة الإعمار، استنادًا إلى مبادئ أجندة المرأة والسلام والأمن، وحق الشعوب في الكرامة والعيش بسلام وأمان.
وشدد المؤتمر على أن معاناة النساء السودانيات تذكّرنا جميعًا بأن النضال من أجل حقوق النساء وحمايتهن من العنف والحروب هو قضية إنسانية عالمية تتجاوز الحدود الجغرافية والسياسية، وأن التضامن النسوي الأممي والعربي يشكل ركيزة أساسية وضرورية في مواجهة العنف والحروب وبناء عالم أكثر عدلاً وسلامًا وأمانًا للجميع. وأكد المشاركون والمشاركات أن النساء الفلسطينيات والسودانيات يشتركن في المعاناة من آثار الحروب والنزاعات المسلحة، وأن تضامننا معهن ليس مجرد موقف رمزي، بل هو التزام أخلاقي وإنساني بدعم نضالهن من أجل الحرية والكرامة والعدالة.