تجربة رائدة لتعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي: عضوات مجالس الظل يكتسبن خبرات عملية من خلال فرص المرافقة مع رؤساء المجالس القروية

تجربة رائدة لتعزيز مشاركة المرأة في الحكم المحلي: عضوات مجالس الظل يكتسبن خبرات عملية من خلال فرص المرافقة مع رؤساء المجالس القروية

 

تشرين أول، 2025: 

في إطار التحضيرات الجارية لانتخابات المجالس المحلية، وضمن جهود جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية الرامية إلى تمكين النساء وتعزيز مشاركتهن السياسية، نُفذت خلال شهري آب وأيلول من العام الجاري أربع فرص مرافقة ميدانية لعضوات مجالس الظل في قرى رمانة بمحافظة جنين، كفر قليل بمحافظة نابلس، ودير إبزيغ وبيتللو بمحافظة رام الله. وقد جاءت هذه المبادرة بهدف تطوير قدرات المشاركات وإكسابهن مهارات عملية متراكمة تؤهلهن لخوض العمليات الانتخابية، والاطلاع على تجارب المجالس المحلية في إدارة الشؤون العامة والخدماتية.

خلال فترة المرافقة، انخرطت عضوات مجالس الظل في أنشطة متعددة، شملت المشاركة في الاجتماعات الدورية للمجالس المحلية، وحضور لقاءات مع هيئات صنع القرار، بما فيها وزارة الحكم المحلي ووزارة التربية والتعليم. كما نفّذن زيارات ميدانية للتعرف على مرافق وخدمات ومشاريع المجالس القروية، وشاركن في الأنشطة المجتمعية التي نُفذت خلال فترة المرافقة. وقد ساهمت هذه التجربة العملية في تعزيز ثقة المشاركات بأنفسهن، وتوسيع معرفتهن بآليات عمل المجالس المحلية، الأمر الذي شجع العديد منهن على التفكير الجدي في الترشح للانتخابات المحلية المقبلة، كما ساهم في تعريف المجتمع المحلي  بقدراتهن القيادية.

وفي هذا السياق، عبّرت الشابة ميمونة منصور، عضوة مجلس ظل كفر قليل، عن أهمية هذه التجربة قائلة: "فرصة المرافقة أكسبتني مهارات عديدة، أبرزها التواصل الفعّال، وحل المشكلات، والتعامل مع الشخصيات الصعبة. كما شجعتني على خوض الانتخابات المحلية القادمة، وسأنقل هذه الخبرات لنساء أخريات، وأدعمهن في حال قررن الترشح".

من جانبه، أكد سمير صايل، رئيس مجلس قروي كفر قليل، أن تجربة المرافقة ساهمت في رفع الوعي السياسي للمرأة، وعززت قدرتها على التعبير عن قضايا مجتمعها المحلي، مشيرًا إلى أن المشاركات اكتسبن مهارات في القيادة، وإدارة الحوار، والتفاوض الجماعي، والتنسيق الفاعل مع المجتمع المحلي، سواء على المستوى الرسمي أو الأهلي. كما أوصى بضرورة إدماج النساء في التخطيط المحلي وإعداد السياسات، والتركيز على فئة الشباب إلى جانب النساء لخلق جيل قيادي قادر على إحداث التغيير.

أما الشابة ملك طويل، عضوة مجلس ظل دير إبزيغ، فقد وصفت تجربتها بأنها فريدة من نوعها، حيث شاركت في مختلف أنشطة المجلس القروي، بما في ذلك زيارة روضة الأطفال التابعة للمجلس، ومناقشة احتياجاتها ورفعها للمجلس للنظر فيها. كما تابعت قضايا مجتمعية أخرى مثل المركز الصحي ومشاريع البنية التحتية، وشاركت في زيارة لوزير الحكم المحلي لمناقشة التحديات التي تواجه المجلس المحلي، وتقديم مقترحات لتطوير البلدة والمخطط الهيكلي للقرية. كذلك رافقت رئيس المجلس المحلي في زيارة لمديرية التربية والتعليم لمناقشة أوضاع بعض المعلمين الذين تم نقلهم خارج القرية، والمطالبة بإعادتهم نظرًا للقيود المفروضة على الحركة. وقالت ملك: "تعلمت من هذه التجربة مهارات التفاوض وإيصال الصوت لصناع القرار، كما حفزتني على الترشح للانتخابات المحلية المقبلة ودعم مرشحات أخريات".

وفي تعليق له على هذه التجربة، قال عماد الطويل، رئيس مجلس قروي دير إبزيغ: "تجربة المرافقة تجربة جديدة ومفيدة، ولا مانع من تكرارها، لأنها تعزز مكانة ودور النساء في الحياة العامة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها. وقد لاحظت أن عضوة مجلس الظل اكتسبت مهارات جديدة ومعرفة دقيقة بدور الهيئات المحلية".

وفي بيتللو، رافقت الشابة آية النجار، عضوة مجلس ظل سيدات بيتللو، رئيس المجلس القروي السيد نصر رضوان، الذي وصف التجربة بأنها مميزة وأضافت جوًا من الحماس، وأظهرت قدرة النساء العالية على اتخاذ القرار والمشاركة الفاعلة في القضايا اليومية. وقالت آية: "تجربة المرافقة ساهمت في تقويتي وزيادة ثقتي بقدراتي، وفتحت أمامي سبل المعرفة والطريق إلى أروقة صنع القرار، وتعلمت مهارات إدارية وحياتية مثل التفاوض والنقاش والإنصات عند عرض المشاكل والتحديات". كما أوصى رئيس المجلس بضرورة إشراك النساء في جلسات المجالس المحلية بشكل منتظم.

وفي قرية رمانة بمحافظة جنين، رافقت الشابة جنى صبيحات، عضوة مجلس ظل، رئيس المجلس القروي نضال الأحمد، الذي وصف التجربة بأنها جديدة ولم يسبق أن نفذتها أي مؤسسة، مؤكدًا أنها تجربة ناجحة تساهم في تشجيع النساء والفتيات على الترشح للانتخابات وخوض هذه التجربة، مشددًا على أهمية دعم النساء من قبل عائلاتهن والمجتمع المحلي، ورفع نسبة تمثيلهن في الهيئات المحلية. وقالت جنى: "اكتسبت من تجربة المرافقة مهارات جديدة، خاصة في الاتصال والتواصل والقيادة الفاعلة للعمل المجتمعي، وتعرفت على صلاحيات ومهام المجلس، وفتحت هذه الفرصة أمامي مجالات أوسع للتنسيق مع جهات متعددة، وسأنقل هذه المعرفة والمهارات لنساء أخريات".

 تجدر الإشارة إلى أن نشاط فرص المرافقة يأتي ضمن سلسلة من الأنشطة التي تنفذها جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، في إطار مشروع "توسيع المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية وزيادة تأثيرها"، بدعم من المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي (CIS). ويهدف هذا المشروع إلى تعزيز معارف ومهارات النساء عضوات مجالس الظل من الناحية العملية، وتشجيعهن على المشاركة الفاعلة في الحياة العامة وصنع القرار، بما في ذلك تهيئتهن لخوض الانتخابات المحلية والعامة في حال انعقادها.