جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تنظم ورشتي عمل حول الصدمة النفسية والمشاركة المجتمعية والعنف المبني على النوع الاجتماعي في قريتي عراق بورين وتل – محافظة نابلس
نظّمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية ورشتي عمل توعويتين في قريتي عراق بورين وتل بمحافظة نابلس، وذلك ضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه الجمعية بتمويل من المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي-CIS. تناولت الورشتان موضوعين أساسيين هما: الصدمة النفسية وعلاقتها بالمشاركة المجتمعية والمواطنة الفاعلة، والعنف المبني على النوع الاجتماعي من حيث الواقع والتحديات، بمشاركة واسعة من النساء والناشطات المجتمعيات وعضوات مجالس الظل والمجالس القروية.
في قرية عراق بورين، عُقدت الورشة الأولى يوم الخميس الموافق 2 أكتوبر 2025، بالتعاون مع روضة النجوم الصغار، وشارك فيها 26 سيدة من عضوات مجلس الظل وشابات وربات بيوت، إلى جانب حضور عضوة من المجلس القروي. افتتحت اللقاء المنسقة الميدانية للجمعية، السيدة صبحية دراغمة، بكلمة تناولت فيها أهمية المشاركة المجتمعية والمواطنة الفاعلة كأدوات تمكّن النساء من تحويل احتياجاتهن إلى أولويات تنموية داخل مجتمعاتهن، مؤكدة أن مشاركة النساء في النقاش واتخاذ القرار تساهم في إدراج قضاياهن ضمن الأجندة العامة، وتعزز من جودة الخدمات المقدمة وثقة المواطنين بالمؤسسات.
وقدمت السيدة فتنة خليفة، منسقة برنامج الإرشاد في الجمعية، عرضًا حول مفهوم الصدمة النفسية وأنواعها وآثارها النفسية والاجتماعية، بالإضافة إلى آليات التعامل معها بشكل صحي يعزز التكيف والاستمرار. وأكدت أن تمكين النساء من فهم ذواتهن والتعبير عن احتياجاتهن يُعد مدخلًا أساسيًا للمواطنة والمبادرة المجتمعية. وتخلل الورشة نقاش مفتوح حول احتياجات النساء في القرية، وتم الاتفاق على رفع هذه المطالب للمجلس القروي عبر عضوة المجلس المشاركة في الورشة لمتابعتها مع الجهات ذات العلاقة.
أما الورشة الثانية فقد نُفذت في قرية تل بتاريخ 7 أكتوبر 2025 في مقر جمعية تل الخيرية، وشارك فيها 18 سيدة من عضوات مجلس الظل وناشطات مجتمعيات. تناولت الورشة موضوع العنف المبني على النوع الاجتماعي، حيث ناقشت المشاركات أشكال العنف وآثاره على النساء والأسرة والمجتمع، ودور المؤسسات المحلية والمجتمع المدني في الحماية والوقاية، إلى جانب سبل تعزيز المساءلة المجتمعية لضمان بيئة آمنة خالية من العنف، وترسيخ مفاهيم المساواة والعدالة الاجتماعية وتعزيز المسؤولية الجماعية.
في ختام الورشتين، أكدت المشاركات في عراق بورين على أهمية تمكين النساء وبناء قدراتهن لما له من أثر إيجابي على دورهن المجتمعي وعلى تلبية احتياجات الفئات المختلفة بعدالة، وأوصين باستمرار برامج التوعية والدعم النفسي، وتعزيز التوعية المجتمعية لتغيير النظرة التقليدية لدور المرأة، وتوفير دورات تدريبية في مجالات القيادة والإدارة وصنع القرار والقوانين والرعاية الذاتية، بالإضافة إلى إشراك الرجال في دعم قضايا النساء وتبادل الخبرات بين القياديات، وتمكين النساء اقتصاديًا وزيادة الوعي بقضايا النوع الاجتماعي، والمطالبة بتعديل السياسات التي تكرّس العنف ضد المرأة.
أما المشاركات في قرية تل، فقد أوصين بتطوير برامج الدعم النفسي والتمكين الاقتصادي للنساء المتضررات، وتفعيل التشبيك بين المؤسسات الرسمية والأهلية لتوحيد الجهود في الحماية والاستجابة، وإدماج مفاهيم نبذ العنف وعدم التمييز في المناهج المدرسية والأنشطة الشبابية.
وقد عبّرت المشاركات عن أثر الورش على وعيهن واستعدادهن للمشاركة المجتمعية، حيث قالت باهر فقيه، عضوة مجلس ظل عراق بورين: "وجود بيئة داعمة داخل المجالس المحلية تراعي احتياجات النساء وتشجع التعاون بين مؤسسات المجتمع يساهم في تمكين المرأة سياسيًا واجتماعيًا". وأضافت عفاف اشتية، عضوة المجلس القروي في عراق بورين: "التعافي من الصدمة النفسية لا يقتصر على شفاء الفرد فقط، بل يمتد إلى استعادة قدرته على المشاركة المجتمعية، وهو مدخل لمواطنة فاعلة ولمجتمع أكثر تماسكًا". كما قالت اعتدال زيدان، عضوة مجلس ظل تل: "ورشة واقع وتحديات العنف كانت نقطة تحول، اكتسبنا فيها الوعي والقدرة، ورفعنا استعدادنا لنكون جزءًا من التغيير الفعلي في مجتمعنا".