KTK والمرأة العاملة تنظمان تدريبًا متخصّصًا حول المتابعة والتقييم والرصد والتعل

KTK والمرأة العاملة تنظمان تدريبًا متخصّصًا حول المتابعة والتقييم والرصد والتعل
يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

عمّان – رام الله، 25 أيلول 2025: نظّمت مؤسسة المرأة للمرأة السويدية (Kvinna till Kvinna)، في العاصمة الأردنية عمان، وبالشراكة مع جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية، تدريبًا متخصّصًا هو الأول من نوعه، حول المتابعة والتقييم والرصد والتعلّم من منظور نسوي، وذلك بمشاركة 13 مؤسسة نسوية من فلسطين. 

يأتي هذا التدريب في إطار برنامج "النسوية من أجل حقوق النساء الاقتصادية – فيمباور" المنفذ في أربعة دول: العراق، لبنان، الأردن، فلسطين، وتونس، بقيادة مؤسسة (Kvinna till Kvinna) وتتولى جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تنفيذ البرنامج في فلسطين.  وقد جاء التدريب كجزء من مسار عمل استمر لاكثر من عام ونصف، تم خلاله تطوير واعداد دليل توجيهي مفصل للرصد والتقييم والتعلّم النسوي باتباع النهج التشاركي. يهدف الدليل إلى دعم وبناء قدرات المؤسسات النسوية في رصد وتقييم عملها في مجال حقوق المرأة، ومكافحة العنف، والعنف الاقتصادي القائم على النوع الاجتماعي، وتحديد الدروس المستقاة، عبر تعزيز أساليب نسوية قائمة على التأمل والممارسات الموثوقة والفعّالة، بالاضافة الى عقد جلسات للرصد والتعلم النسوي مع المؤسسات النسوية القاعدية الشريكة في برنامج "فيمباور" في كل من فلسطين والاردن ولبنان. 

استمر التدريب لمدة ثلاثة أيام متتالية، وركّز على مفهوم النسوية وعمليات المتابعة والتقييم والرصد وتحويلها من مجرد أداة تقنية إلى عملية تغييرية تسبر غور الأثر الاجتماعي للبرامج والمشاريع التنموية المختلفة، وتعيد الاعتبار لتجارب النساء ولأصواتهن. كما تخلل التدريب جلسات نقاش معمّقة حول توظيف المنهجيات النسوية في رصد النتائج وقياس التحوّلات على مستوى العدالة والمساواة، بعيدًا عن المقاييس الكمية التقليدية.

وقدّم التدريب فريق استشاري معتمد من مؤسسة Kvinna till Kvinna، مكوّن من ثلاث خبيرات في مجال المتابعة والتقييم والرصد: فرانشيسكا الأسمر، أسيل فارس، وإيميلي براون. وقالت فرانشيسكا الأسمر: "قدّم التدريب مساحة مهمّة لإعادة تسييس عملنا في الرصد والتقييم والتعلّم، وللفهم أنّه ليس مجرد عملية تقنية، بل إنتاج للمعرفة وممارسة نسوية بحد ذاتها تخدم حركاتنا ونضالاتنا قبل كل شيء. ركّزنا على التعلم المنطلق من واقعنا وتجاربنا، واشتغلنا على كيفية تطبيق مبادئنا النسوية في كل خطوة، والمساهمة في تحقيق الهدف المشترك المتمثل بالعدالة الاجتماعية والجندرية". وأضافت أن النقاشات كانت عميقة وغنيّة، ومرتكزة على التجارب المعاشة، وفتحت أمامنا آفاقًا جديدة للتفكير في كيفية أن يصبح الرصد والتقييم أداة فعّالة للتغيير.

وأكد المشاركون والمشاركات، أن التدريب شكّل فرصة لتعزيز الشراكات النسوية، وتجديد التأكيد على أن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بوجود النساء في قلب عملية التقييم وصناعة القرار، ليس فقط كمستفيدات، بل كشريكات في العملية التنموية وصاحبات حق وخبرة ومعرفة. 

وقد مثل الجمعية في التدريب كل من السيدة آمال خريشة – المديرة العامة، والسيد سمحان سمحان – مدير البرامج ومسؤول المتابعة والتقييم، وكذلك السيدة بسمة أبو عكر– مديرة البرنامج الاقتصادي ومسؤولة مشروع النسوية من أجل الحقوق الاقتصادية. أما من من مؤسسة المرأة للمرأة السويدية (Kvinna till Kvinna، فقد شاركت كل من السيدة رنا خوري مديرة البرامج في فلسطين والسيدة هديل حازم مسؤولة الضغط والمناصرة في برنامج النسوية من أجل الحقوق الاقتصادية.   

من جانبها، علّقت آمال خريشة أن ما يميّز التدريب هو ارتكازه على المعرفة المحلية والأصيلة، وليس فقط على الجانب النظري، موضحة أن التغيير عملية معقّدة وطويلة المدى ومرتبطة بخصوصية المجتمعات المحلية، ولا يمكن دائمًا رصدها بمؤشرات جامدة أو كمية. وأضافت أن هذا التدريب يشكّل إضافة نوعية إلى منهجيات وأدوات التقييم المختلفة، ويساعد على قياس الأثر بعيد المدى وإحداث التغيير الاجتماعي المنشود نحو مجتمع تسوده العدالة والمساواة وعدم التمييز.

أما بسمة أبو عكر، فقد أضافت أن التدريب عزز من علاقات التعاون وتبادل الخبرات بين المؤسسات النسوية، خاصة مع التنوع بين القيادات النسوية المخضرمة والشابة، مما أغنى النقاشات وأثرى التجربة. وبيّنت أن إشراك النساء في جميع مراحل المشاريع – من التخطيط وحتى التقييم واستخلاص الدروس – هو أمر أساسي، مؤكدة أن النسوية قضية تخص المجتمع بأسره وليس النساء وحدهن.

كما أكدت مستهام سلامة من جمعية "كي لا ننسى"، أن التدريب وفّر فرصة مهمة للتواصل مع جمعيات من مناطق ال 48 المحتلة، إضافةً إلى جمعيات عاملة في الضفة الغربية، ما شكّل مساحة قيّمة لتبادل الخبرات النسوية. وأوصت بضرورة انعكاس هذه التجربة على العمل اليومي للجمعيات.

 أما كفاح بني عودة من جمعية "نجوم الأمل" لتمكين النساء ذوات الإعاقة، فأشارت إلى أهمية التدريب في مناقشة قضايا وأولويات المؤسسات النسوية في مجال المتابعة والتقييم والرصد، مؤكدة ضرورة توثيق هذه الممارسات وبناء أدلّة تستند إلى مبادئ نسوية واضحة.

الجدير بالذكر أن برنامج “النسوية من أجل حقوق النساء الاقتصادية FEM PAWER " ينفذ من قبل تحالف مكون من أربع منظمات لحقوق النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بإدارة مؤسسة المرأة للمرأة السويدية (Kvinna till Kvinna) مع جمعية النساء العربيات (AWO) من الأردن ومجموعة الأبحاث والتدريب للعمل التنموي (CRTDA) من لبنان وجمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية (PWWSD) من فلسطين. هذا ويهدف برنامج FEM PAWER الى تطوير قدرات المنظمات النسائية المحلية في مجال المناصرة والضغط على الجهات المسؤولة ومساءلتها عن مدى الاستجابة للمساواة بين الجنسين من قبل القطاع الخاص، عندما يتعلق الأمر بالعمل غير الرسمي ونقص حماية الشابات من العنف الاقتصادي القائم على النوع الاجتماعي.

 كما يهدف البرنامج أيضأً إلى تعزيز قدرات الشابات اللواتي يواجهن تمييزًا يتعلق بالعنف الاقتصادي القائم على النوع الاجتماعي في الأردن ولبنان وفلسطين وتونس، ليكنّ رائدات في هذا المجال، من خلال تحميل أصحاب الواجب المسؤولية وبالتالي تحسين ظروف الشابات العاملات في القطاع غير الرسمي وضمان حقوقهن الاقتصادية لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، والذي ينعكس من خلال تعزيز القيادة والمطالبة بتغيير الأعراف الاجتماعية التمييزية والدعوة إلي المساواة بين الجنسين من خلال البرنامج الذي يمتد لخمس سنوات.