جمعية المرأة العاملة الفلسطينية تنظم لقاء مجتمعي في قرية تل بمحافظة نابلس حول آليات تعزيز المشاركة النسوية بهيئات الحكم المحلي

نظمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية بالتعاون مع منتدى مجالس الظل وعضوات مجالس الظل وعضوات مجالس محلية لقاء مجتمعياً مهماً في قرية تل بمحافظة نابلس بتاريخ 20 تموز 2025، وذلك بهدف إشراك المجتمعات المحلية في قضايا المساءلة المتعلقة بالتنمية المحلية والمشاركة السياسية ضمن مشروع تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها الذي تنفذه الجمعية بتمويل من المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي CIS.
قد اللقاء في قاعة المركز النسوي مع رئيس المجلس القروي السيد نعمان رمضان، وشاركت فيه 28 سيدة وشابة من عضوات مجالس الظل والمجالس المحلية من قرى تل ودير شرف وصرة وحوارة، مما يعكس التفاعل الواسع والاهتمام الكبير بقضايا التنمية المحلية والمشاركة النسوية.
رحبت المنسقة الميدانية السيدة صبحية دراغمة التي أدارت اللقاء بالحضور واستعرضت أهمية تعزيز المشاركة السياسية للمرأة، وبناء الثقة والتعاون بين عضوات مجالس الظل والهيئات المحلية وضرورة المشاركة في قضايا المساءلة المتعلقة بالتنمية المحلية والمشاركة السياسية وتسليط الضوء على احتياجات وأولويات المجتمع ومشاركة النساء في صياغة القرارات المحلية.
استعرض رئيس المجلس القروي السيد نعمان رمضان آليات عمل المجلس القروي والمشاريع التي يعمل عليها والاجتماعات الدورية للمجلس وكيفية اتخاذ القرارات حول القضايا المتعلقة بالخدمات والمشاريع والميزانية والاحتياجات المجتمعية مع جميع الأعضاء وتقديم الخدمات الأساسية كالإشراف على خدمات المياه والكهرباء بالتعاون مع الشركات المزودة وموضوع النظافة والطرق الداخلية والصيانة الدورية للبنية التحتية وتنظيم البناء والتخطيط العمراني ضمن حدود القرية وتحديد الاحتياجات التنموية والخطة الاستراتيجية والتقدم بمشاريع للدول المانحة ولوزارة الحكم المحلي وآليات تعزيز ودعم عضوات المجلس والقطاع النسوي بالقرية.
كما استعرض رئيس المجلس التحديات التي تواجه المجلس من ضعف الموارد المالية وغياب شبكات الصرف الصحي وتآكل الطرق أو الحاجة لتأهيلها بشكل مستمر ومشكلة انقطاع المياه لفترات طويلة وضعف وعي بعض المواطنين لدور المجلس القروي والقيود الإسرائيلية واعتداءات المستوطنين على الأهالي والأراضي ودور المجلس بالتعاون مع الجهات المختصة تجاه ذلك.
فُتح نقاش مع المشاركات طرحت خلاله النساء عدداً من القضايا الملحة التي تمس حياتهن اليومية. ومن أبرز هذه القضايا، مشكلة عدم وجود شبكة صرف صحي في البلدة، ما يؤدي إلى أضرار صحية وبيئية، إضافة إلى غياب مركز صحي يعمل على مدار اليوم، حيث يقتصر الدوام الطبي حالياً على ساعتين فقط يومياً، وهو ما لا يلبّي احتياجات السكان. وطالبت المشاركات بضرورة إنشاء مركز صحي دائم وتوفير سيارة إسعاف لخدمة الأهالي.
أشار الحضور إلى مشكلة انقطاع المياه المتكرر، ومعاناة الأهالي من عدم قدرتهم على الوصول إلى أراضيهم الزراعية الواقعة خلف الجدار أو في مناطق نائية، إذ لا يُسمح لهم بدخولها إلا مرتين سنوياً ولساعات محدودة بعد التنسيق مع الارتباط الفلسطيني والإسرائيلي، ما يعيق الزراعة ويهدد مصدر رزقهم.
طرحت النساء كذلك مشكلة تراكم النفايات وعدم نظافة الشوارع، مؤكدات الحاجة لتحسين خدمات النظافة العامة وتوفير حاويات كافية وجداول منتظمة لجمع النفايات.
في إطار تمكين المرأة، أعادت المشاركات التأكيد على مطالبات سابقة تقدمن بها خلال مساهمتهن في صياغة الخطة الاستراتيجية للمجلس المحلي، والتي شملت مشاريع نسوية مثل إنشاء مطبخ نسوي إنتاجي، وبناء مبنى خاص للمركز النسوي، وإنشاء برك لتجميع المياه لأغراض الزراعة، وتوفير آبار منزلية لتحسين الأمن المائي. كما أوصت المشاركات على ضرورة العمل على مبادرة للتعلم حول كيفية إعادة تدوير النفايات للاستفادة منها وحل المشكلة بما يعود بالنفع على الجميع، وأكد الحضور على ضرورة تقديم كل الدعم لترشح النساء ورفع عددهن بالمجلس القروي كونهن يشكلن نصف المجتمع ووجودهن يعني نقل صوت وقضايا النساء بشكل مباشر ووضع أولويات تتناسب مع كافة الفئات وينعكس على جودة الخدمات المحلية المقدمة ويشجع النساء الأخريات للانخراط بالحياة العامة ويساهم في تنمية أكثر استدامة وشفافية.
رحّب رئيس المجلس القروي بالملاحظات والمطالب المطروحة، وأكد على دعمه الكامل لمشاركة النساء في الشأن العام، مشدداً على أهمية ترشح النساء لعضوية المجلس والعمل بفعالية داخله. وقال: "المرأة هي نصف المجتمع ومورد رئيسي لا يمكن تجاهله، ونحن في المجلس نحرص على تقديم الدعم للعضوات وإتاحة المساحات الكافية لهن للحوار وطرح احتياجات البلدة بجرأة ومسؤولية."
اختتم اللقاء بتوصيات دعت إلى ضرورة استمرار تنظيم جلسات المساءلة المجتمعية، وتعزيز دور النساء في المتابعة والرقابة والتخطيط لضمان استجابة المجالس المحلية لاحتياجات المجتمع بأكمله.
قالت فيروز الهندي، إحدى عضوات مجلس الظل في بلدة تل: "وجودنا اليوم في هذا اللقاء هو دليل على أن المرأة قادرة على المطالبة بحقوق مجتمعها والمشاركة بفعالية في صناعة القرار المحلي. صوتنا مسموع، وسنواصل العمل حتى تتحقق مطالبنا."
وعبرت المشاركة اعتدال زيدان عضوة مجلس ظل تل عن آرائها قائلة: "أهم مطالبنا بسيطة وأساسية: مركز صحي يفتح طوال النهار، ومياه لا تنقطع، ونظافة في الشوارع. هذه حقوق وليست كماليات، ونحن نريد أن نعيش بكرامة في بلدنا، لذلك وجود عدد كافٍ من العضوات النساء بالمجلس مع الأعضاء سيعمل على الضغط من أجل تحقيق ذلك."