لقاء تبادل خبرات في جنين يعزز دور عضوات مجالس الظل لتمكين المشاركة السياسية للنساء

لقاء تبادل خبرات في جنين يعزز دور عضوات مجالس الظل لتمكين المشاركة السياسية للنساء
يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

جنين – 12 حزيران/يونيو 2025 – نظمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لقاءً تفاعلياً في قاعة "بيت زمان" بمحافظة جنين، بمشاركة 23 امرأة يمثلن مجالس الظل في قرى الجلمة، الزبابدة، بيت قاد، دير غزالة، يعبد، كفردان، رمانة، وجلبون، إضافة إلى ممثلة عن المجلس الجديد في قرية مثلث الشهداء. وجاء اللقاء لتعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين عضوات مجالس الظل وتدارس التحديات التي تواجههن، بهدف تطوير أداء هذه المجالس وتعزيز أدوار النساء فيها، خصوصاً في ما يتعلق بالتشبيك مع الجهات الرسمية والمجتمعية.

 

افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية بالمشاركات وبالضيف المحامي محمد كممجي، ممثل الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في جنين، الذي تحدث عن دور الهيئة في حماية وتعزيز حقوق الإنسان، لا سيما في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها محافظة جنين، مشدداً على أهمية رصد وتوثيق الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون، خاصة النساء، وعلى ضرورة التنسيق والتشبيك بين المؤسسات الحقوقية والنسوية لتوسيع مشاركة النساء في الحياة العامة.

واستعرضت السيدة فاتن غزاوي، مسؤولة مكتب الجمعية في جنين، أهداف اللقاء، موضحة أنه يأتي في إطار تعزيز التواصل وتبادل الخبرات بين عضوات مجالس الظل، وتدارس التحديات التي تواجههن، بهدف تطوير أداء هذه المجالس وتعزيز أدوار النساء فيها، خصوصاً فيما يتعلق بالتشبيك مع الجهات الرسمية والمجتمعية.

  وأتاح اللقاء الفرصة لممثلات مجالس الظل للتعريف بأدوار مجالسهن والمهام التي يقمن بها، حيث سلطت المشاركات الضوء على أبرز التحديات التي تواجههن، مثل ضعف التمثيل في لجان الطوارئ ومحدودية المشاركة السياسية، إلى جانب استمرار العقلية الذكورية التي تقيّد دور النساء في المجتمع المحلي. كما شكل اللقاء منصة لعرض قصص النجاح التي خاضتها النساء في مواجهة هذه التحديات، حيث تحدثن عن تجارب ملهمة أثبتن فيها قدرتهن على إحداث تغيير رغم محاولات التهميش المجتمعي.

وأكدت السيدة سناء صبيحات، عضو مجلس قروي رمانة وعضو مجلس الظل النسوي في البلدة، أن مشاركتها في اللقاء كانت غنية ومؤثرة، مشيرة إلى أن التلاقي وتبادل الخبرات بين النساء ساهم في تحفيز المشاركات على دعم بعضهن البعض، وفهم التحديات المختلفة التي تواجه النساء في المناطق المتنوعة. وأضافت أن اللقاء أكسبها مهارات ومعارف جديدة من خلال الاطلاع على تجارب نسائية واقعية، مؤكدة أن النساء الفلسطينيات لا يزلن يواجهن تحديات كبيرة بسبب الثقافة الذكورية، وأنهن ما زلن يناضلن داخل المجالس القروية والبلدية لأجل نيل أدوار متساوية مع الرجال، في ظل مساحات محدودة وصراع دائم لإثبات الذات.

  وتحدثت صبيحات عن تجربتها في لجنة الطوارئ التي شكّلها المجلس القروي في رمانة، مشيرة إلى أنها كانت تجربة غنية وغير تقليدية، حيث عملت بكل جهد على إيصال احتياجات وأولويات النساء ليتم أخذها بعين الاعتبار، ونجحت في تحصيل بعض هذه الأولويات على أرض الواقع. كما أشارت إلى ضرورة توسيع تمثيل النساء في لجان الطوارئ، لما لذلك من أهمية في ضمان تمثيل فعلي لاحتياجات النساء ووضعها على طاولة صناع القرار.

 

وعكست النقاشات ونتائج اللقاء وعياً متقدماً لدى المشاركات بأهمية وصول النساء إلى مواقع صنع القرار، وضرورة وجود نماذج نسوية ملهمة قادرة على قيادة التغيير المجتمعي، كما أظهرت التزاماً جماعياً لدى عضوات مجالس الظل بمواصلة دعم النساء وتمكينهن وتوسيع مشاركتهن على كافة المستويات.

وخرج اللقاء بمجموعة من التوصيات العملية، من أبرزها تعزيز التشبيك والتنسيق بين الهيئات الفاعلة في محافظة جنين لدعم النساء في الحياة العامة، وتوسيع مشاركة عضوات مجالس الظل في لجان الطوارئ المجتمعية، وتنفيذ تدريبات تستهدف الرجال إلى جانب النساء حول قضايا النوع الاجتماعي، الذكورية الإيجابية، والمواطنة الفاعلة، بالإضافة إلى دعم المشاركة السياسية للنساء، خصوصاً في الانتخابات المحلية المقبلة، عبر إشراك الرجال كحلفاء لقضايا النساء.

يذكر أن هذا اللقاء يأتي ضمن سلسلة لقاءات تبادل خبرات تنفذها الجمعية في إطار مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية وزيادة تأثيرها"، بالشراكة مع المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي (CIS)، وبدعم من وكالة التنمية السويدية الدولية (سيدا).