نحو بلديات أكثر شفافية وشمولًا: سردا وأبو قش تحتضنان لقاء مساءلة لتعزيز الشراكة المجتمعية وتمكين المرأة والشباب

نحو بلديات أكثر شفافية وشمولًا: سردا وأبو قش تحتضنان لقاء مساءلة لتعزيز الشراكة المجتمعية وتمكين المرأة والشباب
يوجد ملف مرفق
attach_fileتحميل الملف

الأحد، 25 أيار 2025

في إطار جهودها المستمرة لتعزيز المشاركة المجتمعية والشفافية في الحكم المحلي، نظمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لقاءً حوارياً مجتمعياً في قاعة بلدية سردا وأبو قش يوم الخميس الموافق 22 مايو 2025، بحضور 40 مشاركاً ومشاركة من مختلف فئات المجتمع المحلي.

شمل الحضور رئيس وأعضاء وعضوات البلدية، وعضوات مجالس الظل، وأشخاصاً من المجتمع المحلي والمؤسسات المحلية، في حوار مفتوح هدف إلى إعطاء المواطنين والمواطنات، وخاصة الشباب والنساء، المجال والفرصة لمساءلة المسؤولين ودمجهم في عملية التنمية المجتمعية من خلال مشاركتهم في القرارات المجتمعية والسياسية وتحقيق المساءلة والشفافية.

افتتحت اللقاء نعمة عساف، المثقفة المجتمعية، مرحبة بالحضور ومؤكدة على أهمية هذا النوع من اللقاءات في بناء جسور التواصل بين المواطنين والمسؤولين المحليين. ومن جانبه، رحب رئيس البلدية السيد محمد رمضان بالحضور وشكر جمعية المرأة العاملة على دورها التكاملي مع البلدية والمجتمع المحلي، مؤكداً أن مثل هذه اللقاءات تعزز العلاقة بين المواطن والبلدية وتوضح الأدوار بشكل صحيح وتعرّف بالواجبات والحقوق.

وأضاف رئيس البلدية أن هذه اللقاءات تطرح أمام المواطن الخدمات التي تقدمها البلدية وتجيب عن أي تساؤل وتعمل وفق مبدأ تعزيز الشفافية بين المجتمع المحلي والبلدية. كما أطلع الحضور على الإنجازات التي حققها المجلس وإمكانية تطويرها والعقبات أيضاً وكيف تم التغلب على الكثير منها رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد بشكل عام والمجتمع المحلي على وجه الخصوص منذ بداية الدورة الحالية.

وأكد رئيس البلدية على مشاركة عضوات المجلس البلدي في معظم اللجان المشكلة في البلدية وأهمها التنسيق العام وقسم شؤون المالية والإدارية وقسم التنظيم والمشاريع وغيرها، كما أكد على أهمية مشاركة المرأة في مراكز صنع القرار ليس فقط في البلديات والمجالس المحلية بل في جميع مناحي الحياة.

من جهتها، استعرضت مرفت طه عضوة البلدية دور المرأة في مواقع صنع القرار وقدرتها على تحمل المسؤولية والقيام بمهامها بمساواتها مع الرجل وعدم التمييز. وتحدثت عن تجربتها كعضوة بلدية وكيف تمكنت من تحقيق إنجازات ملموسة رغم العقبات التي واجهتها في البدايات، ودعت النساء إلى المشاركة في الانتخابات المحلية القادمة مع التأكيد على أهمية مجالس الظل ودعم القيادات النسوية.

وتطرق السيد محمد بزار الرئيس السابق في البلدية إلى أمور تتعلق بتقديم الخدمات للمواطنين من مواصلات عامة والبنية التحتية وتطوير التعليم والصحة وملف النفايات. كما تطرق أعضاء آخرون في المجلس البلدي إلى تحسين إدارة التحصيل المالي وتنسيق العمل مع الجهات الرسمية مثل ضريبة الأملاك ووزارة المالية.

وناقش الحضور من نساء ورجال وشباب تعزيز دور الشباب السياسي والاجتماعي والثقافي، مشيرين إلى الحاجة لتوفير برامج تدريبية تهدف إلى صقل مهارات الشباب القيادية والمشاركة الفاعلة.

ومن ضمن المداخلات المهمة التي طُرحت في اللقاء، أشاد المهندس محمود عبد الله بتغيير الصورة النمطية في عمل البلدية، حيث ذكر أن المجلس الحالي مجلس واعٍ يخطط وينفذ ويشرك الشباب والنساء في التخطيط، وقال: "بدأنا نلمس أن البلدية مؤسسة تنموية."

 أما السيدة إيمان الخطيب عضوة مجلس الظل في أبو قش فقد ذكرت أن هذه اللقاءات مهمة لأنها تُظهر الشفافية بين البلدية والمواطنين فيما يتعلق بالمصالح المتبادلة، مؤكدة أن أبواب البلدية مفتوحة دائماً للإجابة على أي تساؤل أو أي خدمة.

وشاركت رئيسة بلدية بيرزيت السابقة السيدة ديانا الصايج تجربتها في إدارة البلدية، موضحة أنها استطاعت تجاوز كل المعيقات التي واجهتها وأثبتت أن المرأة تستطيع تحمل المسؤولية في كافة المستويات وأنها قادرة على التغيير والنهوض في مراكز صنع القرار. وتعتبر السيدة ديانا أول امرأة تشغل منصب رئيس بلدية وانخراطها في العمل الخدماتي إنجازاً مهماً للمرأة الفلسطينية.

كما شارك الشاب أمجد طه من سردا رأيه في أهمية الاهتمام بالشباب ومساعدتهم للمشاركة السياسية والمجتمعية وتقديم الدعم والمساندة لهم في تشكيل النوادي والمراكز الشبابية التي بدورها تعمل على صقل شخصياتهم وتعزيز دورهم في الحياة العامة.

وخرج اللقاء بعدد من التوصيات العملية وأخذ المجلس على عاتقه تنفيذها قدر الإمكان، وأهمها إعداد مقترحات مشاريع لتحسين البنية التحتية في كل من سردا وأبو قش وخاصة الطرق وشبكات الصرف الصحي وشبكة المياه. كما تم التوصية بتوفير دعم إضافي للنساء في كلتا البلدتين، ففي أبو قش تشكيل جمعية نسوية تخدم النساء سياسياً واجتماعياً واقتصادياً في القرية، وفي سردا تنشيط وتفعيل الجمعية النسوية هناك.

ومن التوصيات المهمة أيضاً تشكيل لجان مجتمعية تتمثل في مختلف شرائح المجتمع وأهمها لجان الحماية والطوارئ، والاهتمام بالشباب والشابات الخريجين وتوفير فرص عمل للمساهمة في التمكين الاقتصادي.

وفي ختام اللقاء، أعربت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية عن شكرها لرئيس وأعضاء وعضوات بلدية سردا وأبو قش على المساهمة في إنجاح اللقاء. وأكدت المثقفة نعمة عساف على أهمية استمرارية هذه اللقاءات كجسر تواصل بين صناع القرار والمجتمع المحلي لتعزيز المشاركة المجتمعية وتحقيق تنمية مستدامة تشمل كافة فئات المجتمع.

يأتي هذا اللقاء ضمن أنشطة مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي، وبدعم من الوكالة السويدية للتنمية الدولية (سيدا). ويعكس اللقاء استمرار الجهود الهادفة إلى تعزيز الديمقراطية المحلية والمشاركة المجتمعية، والمساهمة في بناء مجتمع فلسطيني أكثر شفافية ومساءلة.