جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تنظم لقاء رعاية ذاتية وتخطيط في رام الله

الإثنين 12-5-2025
نظّمت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية لقاء "رعاية ذاتية وتخطيط" في مقر جمعية النهضة النسائية برام الله، حضره 25 مشاركًا ومشاركة من عضوات منتدى مجالس الظل من مختلف محافظات الضفة، وعدد من موظفي وموظفات الجمعية.
استعرضت سمر هواش، مديرة برنامج المشاركة السياسية وأجندة المرأة والأمن والسلام بالجمعية اهداف اللقاء التي تمثلت في تعزيز الرعاية الذاتية للمشاركين والمشاركات وتحسين أدائهم الوظيفي واستعادة الطاقة الإيجابية والمنتجة وسط التحديات الناشئة عن الوضع السياسي المتدهور، بالإضافة الى أهمية تسليط الضوء على أجندة المرأة والسلام والأمن، وتعزيز المشاركة السياسية للنساء، وتوفير مساحة آمنة للتواصل وتبادل الأفكار حول واقع مجالس الظل، والتحديات التي تواجهها، وآفاق تفعيل دورها في الحياة العامة، بما في ذلك مستجدات انتخابات الهيئات المحلية، والتخطيط للمرحلة المقبلة.
وعرضت السيدة أمل خريشة، المديرة العامة للجمعية، خلال الجلسة الأولى مفهوم أجندة المرأة والأمن والسلام المرتكزة على القرار الأممي 1325 الصادر عن مجلس الأمن في 31 أكتوبر2000، والذي يُعد مرجعًا دوليًا هاما للاعتراف بدور النساء في الصراعات والحروب وتحت الاحتلال، ضمن مرتكزات القرار الأربعة وهي الوقاية والحماية والمشاركة والتعافي وإعادة الاعمار والإنعاش. كما تطرقت لتطبيقات القرار في السياق الفلسطيني الذي يواجه تحديات عديدة أبرزها الاحتلال كونه يشكل العقبة الرئيسية في الحالة الفلسطينية مما يتطلب تفعيل دور الهيئات الدولية في مسائلة الاحتلال على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني بما فيه حرب الإبادة الجماعية على غزة وتصاعد العدوان بالضفة الغربية، وانعكاسات ذلك على النساء الفلسطينيات كونهن الأكثر تأثرا بنتائج الحرب والعدوان ارتكازا لمفهوم الأمن الإنساني الشامل وارتكازا لترابط القرار 1325 مع كافة المواثيق الدولية الأخرى ذات الصلة، حيث فشلت الهيئات الدولية في توفير الأمن والحماية للنساء الفلسطينيات رغم توسع دوائر التضامن الشعبي مع القضية الفلسطينية ورغم بعض القرارات والتوجهات التي صدرت عن الهيئات الدولية بما فيها القرار الاستشاري لمحكمة العدل الدولية بعدم شرعية الاحتلال، وقرار الجمعية العمومية المستند للقرار الاستشاري الذي نص على عدم شرعية الاحتلال وضرورة الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة خلال عام، وطالبت الهيئات الدولية بمتابعة تنفيذ هذه القرارات على أرض الواقع. كما تطرقت لتحديات أخرى أبرزها استمرار الانقسام الفلسطيني الداخلي وانعكاسات ذلك على القضية الفلسطينية وطالبت بضرورة استعادة الوحدة الوطنية كمرتكز أساسي لتعزيز النضال الوطني من خلال البدء الفوري بتطبيق اعلان بكين والتوافق على خطة استراتيجية وطنية. بالإضافة الى أهمية الضغط على النظام السياسي الفلسطيني لرفع التمييز المجتمعي والقانوني عن النساء الفلسطينيات بما يضمن تعزيز المشاركة السياسية للنساء وفي مختلف مجالات الحياة.
كما جرى خلال الجلسة الثانية من اللقاء حواراً تفاكري وعصف ذهني حول عمل مجالس الظل وأدوارها التنموية، والتحديات التي تواجهها، مثل ضعف الوعي المجتمعي، وقلة الإمكانيات لدى بعض المجالس القروية، والانقسامات السياسية، وعدم إجراء انتخابات محلية في قطاع غزة منذ سنوات، إضافة إلى انتهاكات الاحتلال المستمرة، والتهميش الذي تعاني منه النساء والشباب رغم نظام الكوتا. وتمت مناقشة سبل تعزيز الدور التنموي لمجالس الظل، ودورها في التدخل وقت الأزمات، والإسعافات النفسية الأولية، والانخراط في منتديات عالمية لرفع صوت النساء. وخرجت الجلسة الأولى بمجموعة من التوصيات العامة، أكدت فيه المشاركات على ضرورة تفعيل المشاركة السياسية للمرأة وتعزيز تمثيلها في مواقع صنع القرار بما فيها الهيئات المحلية، وتفعيل الخطط الوطنية ذات الصلة، وتوثيق الانتهاكات المبنية على النوع الاجتماعي في المحافل الدولية، والانخراط في شبكات إقليمية ودولية لمساءلة الاحتلال، كما خرج اللقاء بمجموعة خطوات عملية لعضوات مجالس الظل من أبرزها: تشجيع النساء على الترشح للانتخابات، رفع قدرات عضوات مجالس الظل في مجالات الوساطة، التفاوض، الضغط والمناصرة، عقد دورات حول قوانين الحكم المحلي والذكاء الاصطناعي، التنسيق مع الهيئات المحلية لعقد اجتماعات دورية وتنسيق الأدوار، استخدام الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي لإيصال صوت النساء، تنفيذ مبادرات مجتمعية نسائية، وتبادل الخبرات، وتوثيق الانتهاكات.
وقد نفّذت الإخصائية الاجتماعية إلهام حمدان التي يسرت لقاء الرعاية والتخطيط خلال الجلسة الثالثة عددًا من الأنشطة والتمارين لتعزيز الرعاية الذاتية للمشاركات واستعادة الطاقة الإيجابية وسط الظروف السياسية الصعبة، شملت التعريف بأهمية أنشطة الرعاية الذاتية، ونشاط شجرة الحياة باستخدام تقنية الرسم، تم من خلالها التعرف على القيم وهي المبادئ التي توجه الفرد وتضبط سلوكه، ومصادر الدعم، والتعرف على المهارات والمعارف وطموحات والأحلام، وتم أيضا نقاش اهمية الإنجازات التي وصلت إليها كل سيدة وكيفية تحقيقها من أجل تحديد أولوياتنا الشخصية والمهنية، تم استخدام تقنيات الرسم وبطاقات الشحن الايجابية من خلال المشاركات وإعطائهم مساحة آمنه للتعبير عن مشاعرهم.
قالت رائدة صوالحة، عضوة منتدى مجالس الظل: "مجالس الظل هي مفتاح لتمكين النساء وتعزيز دورهن في صنع القرار، مما يساهم في بناء مجتمع قائم على العدالة والمساواة".
وأضافت منار شعبان، عضوة المنتدى: "تفعيل دور عضوات مجالس الظل يشكل رافعة أساسية لتعزيز الحوكمة المحلية وتوسيع قاعدة المشاركة النسوية في صنع القرار".
قالت أسماء أبو رحمة: من خلال تمارين الرعاية الذاتية تعلمت كيف أضع احتياجاتي النفسية بالمقدمة وأوازن بين دوري في المجتمع واهتمامي بذاتي وهذا منحنى طاقة جديدة للاستمرار والعطاء.
يأتي تنفيذ هذا النشاط ضمن مشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية وزيادة تأثيرها" الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع المؤسسة الدولية لحزب الوسط السويدي CIS، وبتمويل من الوكالة السويدية للتنمية الدولية "سيدا".