جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية تعقد تدريبا حول أجندة المرأة والأمن والسلام ومهارات التفاوض وحل النزاعات

عقدت جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية يومي الثلاثاء والاربعاء الموافق 18-19/2/2025 تدريبا بمواضيع أجندة المرأة والأمن والسلام (قرار 1325)، ومهارات التفاوض وحل النزاعات، حيث شارك بالتدريب الذي تم عقده في فندق الرويال برام الله 20 مشاركة من عضوات مجالس الظل والشابات من مختلف مناطق الضفة الغربية، وهدف التدريب الى زيادة معرفة المتدربات في مواضيع اجندة المرأة والامن والسلام والتفاوض وحل النزاعات، واكسابهم مهارات تمكنهم/ن من نقل المعلومات والمعرفة المكتسبة لفئات اخرى. 

تناول اليوم التدريبي الاول الذي تمحور حول أجندة المرأة والامن والسلام لمحة عامة شاملة عن أجندة المرأة والسلام والأمن، مع التركيز على اليات انفاذ قرار مجلس الأمن 1325، كما غطت الجلسات السياق التاريخي والركائز الرئيسية للقرار التي تشمل؛ المشاركة والحماية والوقاية والإغاثة والتعافي وأهمية القرار في تعزيز مشاركة المرأة في بناء السلام والأمن ومنع نشوب النزاعات، بالإضافة لدور الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية (ICC) ، وأهمية الاتفاقيات الدولية وترابطها مع اجندة المرأة والامن والسلام مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) ومنهاج عمل بيجين وخطة التنمية المستدامة وغيرهم. كما تم نقاش نقاط القوة والضعف في قرار مجلس الأمن 1325، وأهميته تطبيقه في السياق الفلسطيني، حيث تواجه النساء تحديات فريدة بسبب الاحتلال الإسرائيلي مما يتطلب توثيق الانتهاكات لضمان التنفيذ الفعال للقرار.

استخدم المدرب محمود الفقي منهجيات متنوعة مستندة على نظرية "التعلم بالممارسة “من أجل تحقيق أهداف التدريب بطريقة فعالة وشملت العروض التقديمية التفاعلية، النقاشات والانشطة الجماعية، دراسة الحالة وأمثلة من الحياة الواقعية، والعصف الذهني والتعلم من نظير إلى نظير. ولتحقيق غايات التدريب وإضفاء المنهج التفاعلي التشاركي، تم استضافة امال خريشة في احدى جلسات اليوم التدريبي، كخبيرة في أجندة المرأة والأمن والسلام، حيث شاركت معرفتها وخبراتها المتراكمة في هذا المجال مع المشاركات. 

 

أظهرت نتائج تحليل الاستمارات القبلية والبعدية لليوم التدريبي الاول التي تم تصميمها بغرض قياس مدى الاستفادة الى ان التدريب حقق اهدافه، حيث زادت معرفتهن بحيثيات قرار مجلس الأمن رقم 1325 وركائزه وأهميته بالسياق الفلسطيني في تحقيق السلام والأمن، إلى جانب ارتباطه الوثيق بالمواثيق الدولية ذات الصلة مثل اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ومنهاج بيجين وغيره من الاتفاقيات. كما أظهرت النتائج الى ان المشاركات أصبح لديهن فهمًا أكثر دقة للمساواة بين الجنسين وحقوق المرأة، وقناعة أكبر بضرورة مشاركة النساء في صنع القرار بما فيه مشاركتهن في جهود التعافي من النزاعات والحروب، وأهمية أدراج اولوياتهن وحاجاتهن في برامج الحماية.

 

أما اليوم التدريبي الثاني الذي قام به المدرب هاني سميرات حول التفاوض وحل النزاعات، فقد تناول مواضيع عديدة شملت مدخل إلى الإطار المفاهيمي للصراع ( المفاهيم، التعريفات)، طبيعة الصراع السلبي والايجابي، استكشاف انماط التعامل مع النزاعات( الانماط التنافسية، التعاونية، التجنبية، التسوية، والمجاملة) ، واليات التحول الى الانماط التعاونية في بيئة العمل، أدوات تحليل الصراع ( نموذج البصلة ، مثلث الصراع) ، استكشاف ما هو مخفي في النزاعات داخل المجتمع( المصالح، الاحتياجات، القيم ، السياق والانظمة)، أنواع النزاعات المجتمعية  وتصنيفها على النزاعات السلوكية والقيمية، والسياقية، مفهوم  التفاوض ومراحله واستراتيجياته وتكتيكاته، مهارات ابداعية للتعامل مع النزاعات المجتمعية وتقنية التدخل بناءً على الاحتياجات والمصالح، وتطبيقات عملية على انماط التفاوض.

 تم استخدام منهجيات متعددة في تدريب اليوم الثاني، اذ شملت جلسات افتراضيه، جلسات وجها لوجه، حيث دمج التدريب بين العروض المقدمة من المدرب والمحاضرة التفاعلية، والنقاش والعصف الذهني، وعمل المجموعات، والقصص التحفيزية والنماذج الملهمة والحالات الدراسية.

 

 

أظهر التقييم النهائي لتدريب اليوم الثاني مدى استفادة المتدربات، حيث أظهرت نتائج التقييم القبلي والبعدي للمشاركات في الدورة التدريبية تحسن ملحوظ في مستوى المعرفة والمهارات المتعلقة بموضوع التفاوض وحل النزاعات بما فيه الوسائل البديلة لحل النزاعات حيث أظهرت النتائج زيادة كبيرة في فهم المشاركات لدور الوسائل البديلة في تحقيق الربح المشترك بين الأطراف المتنازعة وتعزيز الاستقرار بينهم، استراتيجية التفاوض الفعالة حيث أظهرت البيانات تحسنا  في وعي المشاركات بأهمية التفاوض على المصالح بشكل مباشر بدلاً من التركيز فقط على المواقف التفاوضية، إسقاط العناصر السبعة للتفاوض على أي قضية حيث كان هناك تطور كبير في قدرة المشاركات على فهم وتطبيق العناصر السبعة للتفاوض على مختلف القضايا، استراتيجيات التفاوض حيث تطور وعيهن بهذه الاستراتيجيات وفهم آليات استخدامها وفقاً للسياق التفاوضي ، أنماط الاستجابة للنزاعات حيث ظهر تحسن كبير في إدراك المشاركات لأنماط الاستجابة المختلفة للنزاعات مما انعكس على قدرتهن على تحليل النزاعات التي يواجهنها وتحديد الطريقة الأنسب للاستجابة لها وفقاً للظروف المحيطة، نافذة الربح والخسارة حيث اصبحت المشاركات قادرات على تحليل مواقف النزاع وفقاً لهذه النافذة، مما يمنحهن مهارات أفضل لتقييم السيناريوهات المختلفة والتعامل معها بطريقة أكثر استراتيجية.

 

ومن الجدير ذكره ان التدريب جاء ضمن انشطة مشروع "الشمولية في تعزيز المشاركة السياسية للنساء والشباب رواد التغيير" الذي تنفذه جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية بالشراكة مع مركز المرأة في حزب الوسط السويدي CK/ CIS، والذي يهدف إلى زيادة معرفة اعضاء المنتدى الشبابي وعضوات مجالس الظل  بأجندة المرأة والسلام والأمن، ومهارات التفاوض وحل النزاعات، زيادة المناصرة والضغط على صناع القرار لتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة والمحلية، ونقل المعرفة والمعلومات التي تم الحصول عليها خلال التدريب إلى مجموعات أخرى، بحيث تقوم المتدربات بعد انتهاء التدريب بنقل المعارف والخبرات والمهارات التي اكتسبوها لفئات اخرى في عدد من الجامعات والمعاهد والمراكز الشبابية وعدد من مواقع مجالس الظل بهدف توسيع معرفة الجمهور بشكل عام ، والشباب والنساء بشكل خاص بأجندة المرأة والامن والسلام واليات تطبيقها في فلسطين، بما فيها قرار مجلس الأمن 1325 . كما سيقوم المتدربين بعقد اجتماعات فردية لإيصال اصوات ومطالب النساء والشباب لصناع القرار، ولنقاش اليات تفعيل اجندة المرأة والامن والسلام وتعزيز المشاركة السياسية للنساء والشباب. بالإضافة ايضا لقيام المتدربين/ات بالتخطيط لمبادرات يتم تنفيذها بالتعاون ما بين المنتدى الشبابي ومنتدى مجالس الظل وطواقم عمل الجمعية، بما فيه التحضير لعقد مؤتمر للضغط على صناع القرار لتحديد موعد لإجراء الانتخابات العامة، والالتزام بإجراء الانتخابات المحلية بموعدها المحدد مع نهاية عام 2025. 

قالت نجوى إبراهيم، احدى المشاركات بالتدريب: "كانت مشاركتي في هذا التدريب تجربة غنية ومؤثرة بكل المقاييس. لم يقتصر الأثر على اكتساب المعرفة فحسب، بل امتد ليشمل زيادة معرفتي بأجندة المرأة والامن والسلام، وتطوير مهاراتي في التفاوض وحل النزاعات بشكل عملي وفعال. تعلمت استراتيجيات جديدة ساعدتني على فهم أعمق لآليات التفاوض، وكيفية تحقيق حلول مصالح قائمة على الربح المشترك لجميع الأطراف. هذا التدريب سيمكنني من تطبيق المفاهيم بسهولة في حياتي العملية. أشعر الآن بثقة أكبر في قدرتي على التعامل مع النزاعات بأسلوب أفضل".

 

قالت ميرال محمد، مشاركة اخرى بالتدريب: "شكل هذا التدريب لي تجربة غنية ومهمة، حيث ركّز على تفاصيل دقيقة وجوانب محورية حول قرار 1325 ومهارات التفاوض وحل النزاعات التفاوض. لم يكن التدريب تقليديا، بل جاء بأسلوب تفاعلي، بعيد تماما عن الملل. هذه التدريبات لها أهمية خاصة بالنسبة لنا كنساء فاعلات في المجتمع، حيث تسهم في تطوير مهاراتنا في الحوار والتفاوض، مما يعزز حضورنا في المجال السياسي ومواقع صنع القرار. وهي ذات أهمية مضاعفة لفئة الدبلوماسيات، مثل المحاميات، خريجات العلوم السياسية، أعضاء الهيئات المحلية، والفتيات الناشطات في تنظيم المخيمات.

يأتي هذا التدريب ضمن الأنشطة الاضافية لمشروع "تعزيز المشاركة السياسية للمرأة وزيادة تأثيرها"، الذي تنفذه الجمعية بتمويل من مركز المرأة التابع لحزب الوسط السويدي CK، وحزب الوسط السويدي CIS.